ماذا بعد التشيع؟
بوزيدي يحيى
الخميس 23 فبراير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/2/ماذا.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>ماذا بعد التشيع؟</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>بوزيدي يحيى</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يتم عزل الضحية بعد تشيعه عن بيئته، وليس معنى ذلك أنه يبتعد عن كلِّ المحيطين به، ولكن تُصبح علاقته بهم أقل من السابق، ويغلب عليها التصادم؛ بسبب حماسته لنقْل أفكاره الجديدة إلى الأقربين منه، كما تحدَّد له - دون وعي منه - قائمة من القنوات الفضائية التي يتوجب عليه متابعتها، والقائمة السوداء المغضوب عليها، وأول ما يتعلَّمه ويؤمن به هو سبُّ الصحابة، والطعن في أمِّنا عائشة - رضي الله عنها - وباقي العقائد الشيعية، ولكن هل يتوقف التشيُّع عند هذا الحد؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أثبتت الكثيرُ منَ الدِّراسات حقيقة النَّزْعة الفارسية للنظام الإيراني، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تخلو دعوات التشيُّع من الدعوة إلى التفرس أو التأرين؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">في منتدى إحدى المنظمات الطلابية، كنَّا نتناقَش مع أحد المتشيعين حول موضوع كان عنوانه: (ماذا تحت العمائم السوداء)؟، وتطرق إلى النزعة الفارسية منذ الفتح الإسلامي لبلاد فارس إلى اليوم، فاعترض صاحبنا على ذلك، وأخذ يسرد الأدلة التي لا تنفي ذلك فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدح الفرس بنفسه، وأن في القرآن الكريم آيتين نزلتا في مدْح الفرس، وأنَّ قوله - عز وجل -: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[محمد: 38]</font>، والخطاب هنا موَجَّه للعرب؛ يعني: يا عرب، إن تركتم هذا الدين، وتوليتم، سيستبدل الله قومًا غيركم، ولما سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، ضَرب على منكب سلمان الفارسي، وقال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«هذا وقومه»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعند صاحبنا اليوم، نجد في حاضرنا هذه الآية على الواقع، فحين تخلَّى العربُ عن الإسلام وقضاياه، حين تخلت السعودية وهي من تشرف على حرم رسول الله، حين تخلَّتْ مصر عن الأمة، حين باعت الأردن دينها، وحين انبطح كل العرب وأذلوا أنفسهم لإسرائيل حُكَّامًا وعلماء، تحقَّق وعدُ الله، واستبدل الله بهم إيران الفارسية، فأصبحتْ إيران وحزب الله وسوريا الأسد، التي سارتْ على نهج إيران، أصبحوا رمز العزة والفخر، وأصبحوا هم الراعي الرسمي للمقاومة، وكأن الآية التي تقول: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المنافقون: 8]</font> نزلتْ فيهم، كما أخبرنا أن كل العلماء هم من الفرس، واللافت كثرة المراجع التي استند إليها (بالقص واللصق)، وهذا يعني وجود موجِّه ومرشد له، خاصة إذا علمنا أنه حديث عهد بالتشيع، ويعكس الأفكار التي يؤمن بها هؤلاء المتشيعون.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">موقف آخر حدث مع زميل في الجامعة هو الآخر متشيع، أخذ يحدثني عن إيران والحضارة الفارسية، والمفكرين والفلاسفة الإيرانيين المشهورين عالميًّا، ولكنَّنا لا نعرفهم، طبعًا هذا الكلام ليس من نسيج خياله، وإنما هو نقل لما يدور في مجالسهم، والفكرة التي تستحوذ على اهتمامه، ويجد أنها منطقية ويتأثر بها كثيرًا، يسارع لنشرها بحماسة، حتى يثبت زميلي وجهة نظره تناوَل أحد الكتب المترجمة وراح يتصفَّح الهوامش لعله يجد اسم كاتب إيراني فيها، ولكن الكتاب خيَّبَ ظنَّه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من الواضح أن تأثُّر المتشيعين بمنْهجهم الجديد، جَعَلَهُم أشد حرصًا عليه من أتباعهم الأصليين، وتنكرهم لدينهم لم يتوقف عند مهاجمة أمتهم، بل امتد للتفاخر بالأمجاد الفارسية، والقيادات الإيرانية الحالية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنهم يقفزون عند مرحلة التشيع الصفوي، كما يقفز الأوربيون عند مرحلة القرون الوسطى في تاريخهم، ولا شك أن كل هذا نتيجة احتكاكهم بالإعلام الإيراني والكتب الشيعية، التي لا تخلو من الدعوة إلى التأرين في سياق التفرس.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وربما نستطيع القول: إن كل شيعي إيراني، وليس كل إيراني شيعيًّا.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: شبكة الألوكة.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات