هل كانت عائشة تبغض عليا ؟!
عبد الحي يوسف
الإثنين 27 فبراير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/2/هل كانت.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>هل كانت عائشة تبغض عليا ؟!</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b> السؤال:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">السلام عليكم ورحمة الله، وأشهد الله أني أحبكم في الله</font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">مر علي خطاب لأحد أئمة الشيعة في حديثه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الحديث</font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">(حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِهَا فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ وَيَدٌلَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَيَدٌلَهُ عَلَى رَجُلٍ آخَرَ وَهُوَ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ فِي الْأَرْضِ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَنْ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ هُوَ عَلِيٌّ وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ لَهُ نَفْسًا)</font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">وهو يزعم عليه من الله ما يستحق أن الشيخين أخفيا هذه الزيادة في صحيحيهما وأن الإمام أحمد رضي الله عنه أخفى تتمة شيخه عبد الرزاق الصنعاني (وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَا تَطِيبُ لَهُ نَفْسًا بخير) وأعلم أن عائشة لم تكن بحال تبغض علياً رضي الله عنه وهي التي تذكر مناقبه وحب النبي صلى الله عليه وسلم له وأنها توجه الناس في الفتوى له في بعض الأحوال</font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">أرجو أن توضحوا لي مأجورين</font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b> الجواب:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأحبك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فبداية لا بد من بيان أن معتقدنا – معشر المسلمين – في الصحابة الكرام وآل البيت عليهم السلام أنهم بشر غير معصومين، فهم يخطئون ويصيبون، ويصيبهم ما يصيب غيرهم من عوارض البشرية، ومن فروع ذلك أنهم – رضوان الله عليهم – يحصل بينهم ما يحصل بين البشر من الخلاف والنزاع، وقد كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، وقد حصل بين الصحابة فيما بينهم، وكذلك آل البيت؛ فحصل الخلاف بين أبي بكر وعمر، وبين أبي ذر وبلال، وبين جهجاه الغفاري ورجل أنصاري، وهكذا، وكذلك آل البيت حصل بين علي وفاطمة، وبين علي والعباس، وكذلك اختلف بعض الصحابة مع بعض آل البيت في مسائل كخلاف أبي بكر وفاطمة رضي الله عنهما في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك خلاف عمر مع علي في بعض مسائل الفقه، وهكذا. لكنهم رضوان الله عليهم كانوا رجاعين إلى الحق منيبين إلى الهدى، لا يستنكف أحدهم من أن يعتذر لأخيه؛ لأنهم كانوا كما قال ربنا في الثناء عليهم <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}</font> وأما عائشة رضي الله عنها فما كان بينها وبين عليٍّ رضي الله عنه إلا كما يكون بين المرأة وأحمائها، ومن زعم أن أحدهما كان مبغضاً للآخر فقد افترى على الله الكذب؛ ويدل على ذلك أنه قد تتابع الثناء من كل منهما على صاحبه، أخرج الإمام الطبري في تاريخه (4544) (.. وجهز عليٌ عائشة بكل شيء ينبغي لها من مركب أو زاد أو متاع … فخرجت على الناس وودعوها وودعتهم وقالت يا بَنيَّ نعتب بعضنا على بعض استبطاءً واستزادة، فلا يعتدن أحدٌ منكم على أحد بشيء بلغه من ذلك، إنه والله ما كان بيني وبين عليٍّ في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها وإنه عندي على معتبتي من الأخيار. وقال عليٌّ يا أيها الناس، صدقت والله وبرت، ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة) ولما جاء بعض الناس يتناول أم المؤمنين بالسوء قال له علي رضي الله عنه (اخرج منبوذاً مقبوحا، والله إنها لزوجته في الدنيا والآخرة) وأما هذه الرواية التي أوردها هذا الرافضي فإنه مقدَّم عليها رواية الإمام البخاري في الصحيح (فخرج وهو بين الرجلين تخطّ رجلاه في الأرض بين عبّاس بن عبد المطلب وبين رجل آخر، قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمِّ عائشة؟ قال قلت لا، قال ابن عباس هو عليّ) هذه هي رواية البخاري رحمه الله، وأما الزيادة التي طار بها هذا الرافضي وهش لها؛ فقد حكم عليها أهل العلم بالشذوذ لتفرُّد معمر بن راشد ويونس بن يزيد الأيلي بها عن الزهري ولمخالفتهم لباقي من روى هذا الحديث عن الزهري وهم عقيل بن خالد عند البخاري (614)، ومسلم (1312-313)، وشعيب بن أبي حمزة عند البخاري (161)، وسفيان بن عيينة عند الحميدي في (المسند) (233)، والامام أحمد (638)، وابن ماجة (1618)، ويعقوب بن عتبة عند ابن اسحق في (السيرة) - (سيرة ابن هشام) (4298) - والبيهقي في (الدلائل) (7174) - وانظر (البداية والنهاية) (5225) - وهؤلاء جميعا لم يذكروا هذه الزيادة. وأما اتهام الشيعة لأئمة الإسلام – كأحمد بن حنبل والشيخين البخاري ومسلم – فليس بغريب عليهم؛ فقد اتهموا من هم أفضل وأكرم على الله؛ أعني الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ فرموهم بالكذب والبهتان والخيانة بل بالكفر عياذاً بالله، ولا غرابة فدين القوم قائم على الكذب، وإذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه، وهم لا يستحون من الكذب المفضوح حتى إنهم– قاتلهم الله – قد كذبوا على عائشة رضي الله عنها حين زعموا أنها خرت لله ساجدة حين بلغ مقتل علي! <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{سبحانك هذا بهتان عظيم}</font> وأما افتراؤهم على البخاري ومسلم فيدلك عليه أن الشيخين في صحيحيهما قد رويا الأحاديث الدالة على مناقب علي رضي الله عنه جنباً إلى جنب مع الأحاديث الدالة على مناقب أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم؛ لكن لعل القوم يريدون من الشيخين – حتى ينالا رضاهم - أن يذكروا في صحيحيهما الخرافات والأباطيل والترهات التي يتعلقون بها ويدندون حولها من جنس ما أورده الكليني في (الكافي) أن علياً عنده علم ما كان وما يكون، وأنه خير من موسى الكليم.. الخ تلك الأكاذيب.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات