<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/5/غدر 2.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>غدر الشيعة بأهل السنة عبر التاريخ 2-2</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>غدر ابن العلقمي بالخليفة العباسي المستعصم:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>لم يكن للخليفة العباسي سلطة فعلية أو قوة حقيقية، وكانت الوزارة في عهده للوزير الشيعي ابن العلقمي الذي أشار عليه بتسريح قسم كبير من جيشه، فقطع المال عن الجند، مما اضطرهم إلى الرحيل عن العراق، وأصبح عدد أفراد الجيش أقل من عشرين ألفًا بعد أن كان يبلغ مائة ألف(1).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وتذكر المصادر أن ابن العلقمي تواطأ مع هولاكو، وشجّعه على احتلال بغداد، وأنه كان يرسل الرسل سرًّا إليه ليطلع المغول على عورات الخليفة وضعف الخلافة، ويهون من شأنها ليسهل لهم فتح بغداد. كما تذكر هذه المصادر أنه لما حاول الخليفة أن يستعد لملاقاة جيش العدو قطع ابن العلقمي أرزاق الجند، وثبّط همة الخليفة، وصرفه عن الاستعداد لملاقاة جيش العدو بحجة أنه رتَّب شئون الصلح، إلى آخر هذه الحيل التي انخدع بها الخليفة حتى سقطت بغداد لقمة سائغة في أيدي المغول(2</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولهذا كافأه هولاكو بأن نصبه وزيرًا. وفي هذا يقول ابن طباطبا فإن السلطان هولاكو لما فتح بغداد، وقتل الخليفة، سلم البلد إلى الوزير، وأحسن إليه وحكّمه(3</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويبدو أن الوزير ابن العلقمي كان يعرف جيدًا نفسية الخليفة المستعصم الذي كان شديد البخل، يكنز الأموال، ويقيم وزنًا كبيرًا للدينار والدرهم، ولا يصرف الأموال في شئون الدفاع، وتشجيع الجنود وحثهم على مواجهة الأعداء. وقد استمر هذا العيب لاصقًا به حتى في أحرج الأوقات عندما قدم هولاكو بجيوشه الجرارة إلى خرسان، وصار يهدد دولته بالفناء(4</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي هذا الشأن يقول ابن شاكر الكتبي بأن المستعصم لم يكن على ما كان عليه والده وجده من اليقظة والهمة، بل كان قليل الخبرة والتدبير، نازل الهمة، محبًّا للمال، مهملاً للأمور، يتكل فيها على غيره(5</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الذهبي عنه فيه لين وقلة معرفة(6</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد بلغ ضعف الهمة بالمستعصم إلى الحد الذي جعله يقول لمن حذره من اقتراب المغول أنا بغداد تكفيني، ولا يستكثرونها عليَّ إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضًا يهجمون عليَّ وأنا بها وهي بيتي ودار مقامي(7</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي يوم الحادي عشر من المحرم سنة 606هـ (1258م) أحكم المغول الحصار حول مدينة بغداد، واستمر حتى نهاية هذا الشهر. وفي خلال تلك الفترة كانوا يطلقون يد التخريب في المدينة، ويفتحون الأبراج حتى استولوا بهجماتهم على القسم الشرقي من الحصينات(8</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد حاول الجيش الصغير الذي أعده الخليفة بقيادة مجاهد الدين أيبك (الدواتدر الصغير) وسليمان شاه أحد قواد المستعصم المشهورين أن يحول دون استقرار المغول في أماكنهم، فكان مصيره الهزيمة المنكرة؛ إذ قُتل عدد كبير من الجنود لقوا حتفهم على يد المغول، فلم يسع مجاهد الدين أيبك وسليمان شاه إلا أن يذهبا إلى الخليفة على أثر هزيمتهما وأخبراه بما حدث، وأفهماه أنه لا طاقة لمن بقي من جيش المسلمين مع قلة عددهم على الصمود أمام المغول البالغ عددهم مائتي ألف (200.000) جندي أو ما يزيد على هذا العدد. ولهذا فهما يقترحان على الخليفة نقل خزائنه ونسائه في سفينة عبر نهر دجلة، حتى يصل إلى البصرة ليقيم في إحدى الجزائر هناك(9</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لكن الوزير ابن العلقمي خدع الخليفة وأقنعه بأنه لا داعي للانتقال؛ لأنه مهد طريق الصلح، وسوف يأتيه هولاكو والمغول طائعين منقادين. فخرج ابن العلقمي إلى هولاكو، فتوثق منه لنفسه وعاد إلى المستعصم أخبره بأن هولاكو سيبقيه في الخلافة كما فعل بسلطان الروم، ويريد أن يزوج ابنته من ابنه أبي بكر، وحسَّن له الخروج إلى هولاكو، فخرج من بغداد ومعه أبناؤه الثلاثة. فلما وصلوا إلى هولاكو لم يبد أثرًا للغضب، بل أخذ يلاطفهم ويطيب خاطرهم ثم طلب إلى الخليفة أن ينادي في الناس بإلقاء أسلحتهم والخروج من المدينة لإحصائهم. فلما ألقى الناس أسلحتهم وخرجوا قتلوا جميعًا. أما الخليفة وأولاده وكل ما يتعلق به فقد وضعوا في معتقل محاذ لباب كلواذي، وكان الخليفة يرى أنه هالك لا محالة(10).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بعد ذلك أمر هولاكو بردم الخنادق، وهدم أسوار المدينة، كما أمر بإقامة جسر على نهر دجلة. وفي يوم 7 من صفر أعلن الهجوم العام على المدينة، فاستباحها المغول، فخربوا المساجد بقصد الحصول على قبابها المذهبة، وهدموا الصور بعد أن سلبوا ما بها من تحف نادرة، وأباحوا القتل والنهب وسفك الدماء، وكان استهتارهم بالنفوس قد بلغ حدًّا فظيعًا، إذ يُروى أن أحدهم دخل زقاقًا وقتل أربعين طفلاً. ويقدر المعتدلون من المؤرخين عدد القتلى بنحو مليون وثمانية مائة ألف (1.800000) نسمة(11).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما الخليفة فقد وضع في جولق، وقيل في غرارة، ورفس بأرجل الخيل حتى مات، ودفن وعفي أثر قبره(12).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>غدر الصفويين بأهل السنة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>بعد دخول إسماعيل الصفوي مدينة تبريز أصّر على أن كل من يخالف ذلك ويرفضه فإن مصيره القتل، حتى ذكر له أن عدد سكان تبريز السُّنَّة لا تقل نسبتهم عن الثلثين (65%)(13)،فقال إن من يقول حرفًا واحدًا فإنه سيسحب سيفه ولن يترك أحدًا يعيش. وقد رُوي أن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص، ومورس ضد السكان السنة أبشع أنواع القتل والتنكيل، حيث قطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومثّل بالجثث(14).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وبعد هزيمته للأوزبك في محمود آباد -وهي قرية تبعد قليلاً عن مرو- سنة 916هـ (1510م)، أعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وأمضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الرافضي مذهبًا رسميًّا، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني. كما سعى تعصبًا إلى إنشاء عدد من المدارس لتدريس مذهبه ونشره بين الناس(15).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان الشاه عباس الأول أيضًا شديد الحرص على نصرة المذهب الرافضي؛ مما دفعه للبطش بالمخالفين وإلحاق الأذى والضرر بهم، خاصة أهل السنة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان عباس هذا ينتقم من أهل السنة متى واتته الفرصة لذلك. وقد وصل العداء به إلى درجة أنه حاول إقناع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مشهد. وذلك لأن الواجب القومي في زعمه يحتم عدم سفر الإيرانيين إلى مكة عبر أراضي العثمانيين السنة؛ حتى لا يدفعوا لهذه الدولة المعادية رسم عبور(16).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما رولان موسينيه، فيعلل هذا التصرف بالحيلولة دون خروج الذهب من البلاد(17).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولكي يرغب قومه في هذه الفكرة، كان عباس الأول يكثر من التردد على مشهد وزيارة قبر الإمام الثامن بها. كما أن سيره على الأقدام من أصفهان إلى مشهد كان وسيلة من وسائل ترغيبهم في تقليده والحج إلى ذلك المزار القبوري، بدلاً من الحج إلى الكعبة المشرفة في مكة(18). ولذلك اعتاد الفرس أن يحجوا إلى مشهد بدلاً من الحج إلى مكة(19).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكانت المعاملة السيئة التي عامل بها الأكراد الإيرانيين مرجعها بالدرجة الأولى إلى تبعية هؤلاء الأكراد للمذهب السني، وعدم قبولهم الدخول في مذهب الرافضة، مما جعلهم هدفًا لغضبه وحقده، ووصل الأمر في تعنته معهم إلى درجة التشريد في البلاد، ونقل عددًا كبيرًا منهم من كردستان إلى خرسان، وسبب لهم ألمًا نفسيًّا وإحساسًا بالظلم والغربة والتشرد(20).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان الشاة عباس الأول قاسي القلب خشنًا مع الأسرى السنة من العثمانيين والأوزبك. وكان أقل عقاب يوقع عليهم إن لم يقتلوا هو سمل عيونهم. ولم يكن يصفح عن أي أسير منهم إلا إذا أعلن تخليه عن المذهب الرافضي(21).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد نقل جلال الدين محمد اليزيدي المنجم الخاص للشاه عباس في كتابه تاريخ عباسي العديد من مظاهر تعنته مع أهل السنة منها</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">-أنه نزل في عام 1008هـ (1599م) ببلدة سمنان، وبسبب تطاول حاكمها عليه وعدم امتثال أهلها لقوانينه، تم اعتقال عدد كبير من أهل السنة بها، وأمر عباس بإطعام عوامهم بأذان وأنوف علمائهم، ثم حصَّل 300 تومان منهم تكفيرًا لجرمهم!(22).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">-وفي عام 1018هـ (1609م) بلغه أن حاكم مدينة همدان ويدعى محمود الدباغ، وهو سني المذهب، كان يؤذي الشيعة هناك، فأمر بإلقاء القبض عليه، والفتك به، ولكن محمودًا اختفى، فأصدر الشاه أمرًا مؤداه إذا لم يظهر محمود الدباغ في ظرف ثلاثة أيام فسيتم قتل كل أفراد القبائل السنية في المدينة، ويتم الاستيلاء على أموالهم ونسائهم وأطفالهم، وأخيرًا ألقي القبض على الدباغ فأعدم(23).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">-وفي عام 1020هـ (1611م) زار عباس قبر الشيخ زاهد الجيلاني مرشد جده صفي الدين الأردبيلي، وتصدق بأموال طائلة، وأمر أن توزع على خدام القبر وزوَّاره بشرط ألا يُقدم منها شيء لأي سني، كما قام بلعنهم(24).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى العموم، فإن الصفويين الذين أقاموا دولة فارسية رافضية متعصبة في إيران، قد حاربوا أهل السنة الذين كانوا أكثرية في البلاد بكل الوسائل المتاحة لهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>تحالفهم مع الأوربيين ضد العثمانيين:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>أدرك الصفويون أنهم لن يستطيعوا منازلة السلطة العثمانية إلا بالتعاون مع أعدائها الأوربيين؛ ولذلك نجد بعض سلاطينهم وعلى رأسهم إسماعيل الأول وعباس الأول حرصوا كل الحرص على الاتصال بجميع ملوك أوربا، وحاولوا عقد المعاهدات معهم للتعاون المشترك من أجل مناهضة العثمانيين ومحاربتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد تسبب كثير من الحروب مع الصفويين في أن يرجع القادة العثمانيون من فتوحاتهم في أوربا ليوقفوا الزحف الصفوي على الأراضي السنية؛ كما حدث مع السلطان سليم العثماني حينما عاد من فتوحاته في أوربا ليواجه إسماعيل الأول. وكما حدث مع السلطان سليمان القانوني حينما حاصر النمسا، وكان يدك أسوارها لمدة ستة أشهر وكاد يفتحها. ولكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يكرُّ راجعًا إلى إستانبول. إنها نذر الخطر الصفوي بشقيه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أ- فتن الباطنية والعلوية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ب- الحروب طويلة الأمد(25).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويكفي ها هنا قول بوسيك سفير فرديناد ملك قشتالة في بلاط السلطان محمد الفاتح حين صرح قائلاً إن ظهور الصفويين قد حال بيننا (يقصد الأوربيين) وبين التهلكة (يقصد الهلاك على أيدي العثمانيين)(26).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولقد شهد التاريخ كثيرًا من المؤامرات التي حيكت في عهد الشاه إسماعيل الأول، إذ بعد هزيمته المرة في موقعة جالديران أمام السلطان سليم الأول، توجه للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في تلك الموقعة، فأقام العلاقات معهم. وكان هؤلاء جزءًا من أوربا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم. ولذلك سعت الممالك الأوربية وإسماعيل الصفوي يعرض كل منهما على الآخر تثبيت عُرا الصداقة والمودة وإيجاد علاقات سياسية واقتصادية(27).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما البرتغاليون فقد تمت اتفاقية بين حاكمهم في الهند البوكيرك وبين الشاه إسماعيل الأول نصَّتْ على ما يلي:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">1-تصاحب قوة بحرية برتغالية حملة إيران على البحرين والقطيف.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">2-تتعاون البرتغال مع إيران على إخماد حركات التمرد في بلوشستان ومكران.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">3-تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">4-تصرف حكومة إيران النظر عن جزيرة هرمز، وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعًا للبرتغال، وأن لا تتدخل في أمورها الداخلية(28).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الدول أيضًا التي كان الصفويون يسعون لإيجاد علاقات وإبرام معاهدات معها للتخلص من السلطنة العثمانية إسبانيا والمجر، حيث بعث إسماعيل الأول برسالتين إلى كل من إسبانيا والمجر، طلب فيهما عقد معاهدات صداقة وتعاون بينهم، وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك حسب تعبيره(29).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان سعيه للاتفاق مع جمهورية فينيسيا (البندقية) مخزيًا؛ إذ كانت فينيسيا من الدول المتأثرة تجاريًّا بسبب قضاء العثمانيين على الدولة البيزنطية وإغلاقها الطريق الرئيس للتجارة بين أوربا وآسيا، فأرسل الشاه إسماعيل السفراء إلى بلاط فينيسيا مقترحًا عليهم الهجوم على العثمانيين عن طريق البحر، وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر، على أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط(30).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الخاتمة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>لعل أهم نتيجة يمكن استخلاصها من هذه الدراسة هي أن الفِرَقَ الشيعية رغم اختلافها في الأسماء، ورغم تواجدها في أماكن متباعدة وفترات غير متقاربة زمنيًّا، فهي تتفق غالبًا في المنطلقات والأساليب، وفي الأهداف والغايات.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وبالاستقراء لتاريخ الإسلام قديمًا وحديثًا ندرك هدف الفرق الشيعية على مختلف توجهاتها وهو هدم الإسلام السني وزعزعة مبادئ العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين، وتسويق البدع بين الناس، ومحاولة نشر الكفر الشيعي في المناطق التي كانت إلى وقت قريب قلاعًا سنية محمية غير مخترقة بهذا الفكر البدعي الخرافي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">على أن الصراع الشيعي السني لا يزال ممتدًا إلى يوم الناس هذا، فالأفكار لا تموت، والعقليات لا تتغير، وإنما تتغير الأشكال والوجوه والمسوح، وأن أعداء الإسلام المختفين من المنافقين أشد خطرًا على الإسلام وأهله من الأعداء الكفار المجاهرين المعلنين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا يزال الرافضة والباطنية إلى الآن يضعون أيديهم في أيدي الصليبيين الجدد والصهاينة للقضاء على الإسلام، وتهميش دور أهل السنة، وما أحداث أفغانستان والعراق عنَّا ببعيدة. ويعملون ساسة ومفكرين ومثقفين سرًّا وإعلانًا، ليلاً ونهارًا، للغدر بأهل السنة أسوة بأسلافهم، ويسعون بكل الوسائل للقضاء على العقيدة الصحيحة التي تلقتها الأمة من مشكاة النبوة، ولكن هيهات هيهات، فحالهم مع أهل السنة كما قال الشاعر العربي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كناطح صخـرة يومًا ليوهنـها ولم يضرها وأوهى قرنه الوعل(31(. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1) ابن الوردي تتمة المختصر في أخبار البشر 2243، وابن تغري بردي النجوم الزاهر 748.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2)الذهبي دول الإسلام 2156، وأبو الفداء المختصر في أخبار البشر 3193-194، والمقريزي كتاب السلوك 1501، وابن خلدون العبر 3537، والسيوطي تاريخ الخلفاء ص428.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3) الفخري في الآداب السلطانية، ص338.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4) فؤاد عبد المعطي الصياد المغول في التاريخ، ص201.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(5) فوات الوفيات 2231، وأبو الفدا المختصر 3194.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(6) دول الإسلام 2146.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(7) ابن العبري تاريخ مختصر الدول، ص255.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(8) رشيد الدين الهمداني جامع التواريخ، ج1، (الإيلخانيون تاريخ هولاكو)، ص29، (الترجمة العربية</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(9) فؤاد عبد المعطي الصياد المغول في التاريخ، ص263-264، (نقلا عن الجوزجاني طبقات ناصري، ص427)، مصنف باللغة الفارسية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(10) أبو الفداء المختصر في أخبار البشر 3194، والذهبي دول الإسلام 2160، وابن الوردي تتمة المختصر في أخبار البشر 2283.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(11) الذهبي دول الإسلام 2120، والديار البكري الخميس 2376.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(12) ابن الفوطي الحوادث الجامعة، ص357.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(13) عبد الله الغريب وجاء دور المجوس ص80، (بتصرف</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(14) أحمد الخولي الدولة الصفوية، ص51.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(15) فوزي توكر الصفويون، شبكة المعلومات الدولية، موقع (Google).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(16)بديع محمد جمعة الشاه عباس الكبير ص101، (بتصرف</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(17) القرنان 14-16م (تاريخ الحضارات العام)، بإشراف موريس كروزيه 4574.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(18) بديع محمد جمعة الشاه عباس الكبير، ص102.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(19) رولان موسينيه القرنان 14-16م (تاريخ الحضارات العام)، ج4، ص574.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(20)محمد أمين زكي تاريخ الكرد وكردستان، ص102.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(21)محمد بديع جمعة الشاه عباس الكبير، ص103.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(22) المصدر السابق، ص102 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص37 وما بعدها</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(23)المصدر السابق، ص104 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص37 وما بعدها</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(24) المصدر السابق، ص 104 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص37 وما بعدها</font><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">).</span></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(25) محمد عبد اللطيف هريدي الحروب العثمانية الفارسية وأثرها في انحسار المد الإسلامي عن أوربا، ص61.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(26) أحمد الخولي الدولة الصفوية، ص87.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(27) المرجع السابق، ص87.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(28) المرجع السابق، ص91-92.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(29) المرجع السابق، ص94.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(30) المرجع السابق، ص93.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(31)ديوان الأعشى، ص61.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع المسلم.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"></font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">
</font>
</p>