الصحابة و آل البيت
إبراهيم الصغير
الأربعاء 26 أبريل 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>الصحابة و آل البيت</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد عاش الصحابة الكرام فيما بينهم أخوة منقطعة النظير يسودها الحب و الوئام، والتقدير و الاحترام، ولقد كانوا سليمي الصدور على بعضهم، رحماء فيما بينهم…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وآل البيت منهم، بعضهم من بعض، عرفوا لهم قدرهم و أنزلوهم المنزلة اللائقة بهم، أحبوهم أشد المحبة، فخالطوهم و صاهروهم، ولم يمار في هذه الحقيقة الساطعة إلا الشيعة الرافضة، أتباع ابن السوداء، عبد الله بن سبأ اليهودي، المؤسس الحقيقي لدينهم، و أول من قال بفرض إمامة علي و أظهر البراءة من الصحابة و سنَّ لهم دين سب و لعن هؤلاء الأطهار.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول النوبختي-من علماء الشيعة-:"وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي-عليه السلام- أن عبد الله بن سـبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا -عليه السلام- وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى-عليه السلام- بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك وهو أول من أشهر القول بفرض إمـــامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهذا اليهودي الحاقد لم يجد غير ظهور هؤلاء المجوس لتمرير حقده الدفين على الإسلام و المسلمين، بزرعه لأفكاره اليهودية بقالب التشيع و حب آل البيت، فكان مما زرع و صنع، فكرة أن الصحابة كانوا يضمرون العداوة لبعضهم، فكانت هذه الفرية من أعظم أكاذيب التاريخ، وبطلانها لا يحتاج إلى بيان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذا و لم يكتف معممو الشيعة الروافض بتمرير أفكاره فقط، بل طوروها و زادوا عليها ما أملته عليهم شياطينهم من زخرف القول، فراحوا يرددون افتراءات باطلة من قبيل أن الصحابة ظلموا أهل البيت، و أن أهل البيت لا يحبون الصحابة، و أنهم كانوا أعداء لهم، لتبدأ حملات العداء المنظمة ضدهم، فلا الرمي بالشقاق و النفاق، و لا التفسيق ولا التكفير، شفى غليل القوم، حتى اتخذوهم غرضا لشتى أنواع الافتراءات و الأكاذيب فلم يتركوا فضيلة إلا أنكروها عنهم، و لا رذيلة إلا ألصقوها بهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">و أهل السنة على دين الفطرة الذي يكرم صحابة النبي صلى الله عليه و سلم، يقول الحق سبحانه<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}</font><font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح29]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول العلامة السعدي-رحمه الله- مفسرا هذه الآية:"يخبر تعالى عن نبيه محمد رسول الله و الذين معه من أصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال…. إلى أن قال رحماء بينهم ، أي: متحابون، متراحمون، متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول المصطفى صلى الله عليه و سلم: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"ومَن نظر في سيرةِ القوم بعلمٍ وبصيرة، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل، علم يقينًا أنهم خيرُ الخَلق بعد الأنبياء، لا كان، ولا يكون مثلُهم، وأنهم الصَّفوةُ من قرون هذه الأمة التي هي خيرُ الأمم، وأكرمُها على الله".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهؤلاء هم القرون الثلاثة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية واتفقت على فضلهم كلمة المسلمين جميعا إلا الرافضة الجهال المغرضون، المعرضين عن آي القرآن و سنة خير الآنام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الذين اتبعوا منهج بن سبأ اليهودي المنحرف، و تفننوا في الكذب و التزوير، و تزييف الحقائق و قلبها و تأويلها بالباطل، و التركيز على الأخطاء و المثالب و إظهارها على حساب المحاسن، فراحوا يصطنعون الروايات و يلصقونها بالأئمة من آل البيت كذبا و زورا انتصارا لخرافة العدواة المزعومة بين الصحابة و آل البيت، حتى يتسنى لهم الطعن في الصحابة الكرام و بالتالي هدم الدين الإسلامي، و من جهة أخرى تهييج العوام و تسكيرهم لكسب الود و استمرار مفعول السحر الشيطاني الذي سحروهم به.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذه الروايات عورها علم فوق رأسها فلا تحتاج إلى رد أصلا، نوردها فقط لمن انخدع بشعارات القوم المغطاة بالتقية، و نقابلها بروايات الفحول من علماء السنة التي تظهر صفاء العلاقة و سموها بين الصحابة و آل البيت رضي الله عنهم جميعا، فأعطي القوس باريها و باسم الله مجراها و مرساها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد تجاوزت روايات التكفير و التفسيق و الاتهام بعدم الإسلام، أو الإسلام طمعا، أو ظاهرا و إضمار الكفر، إلى غيرها من الأساطير التي لا قرار لها إلا في عقول الرافضة المخبولة إلى الروايات المزيفة لحقائق ما جرى بين الصحابة، وإعادة إخراجها لتدل على عداوة شاء لها أصحاب العمائم أن تكون.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>صناعة عداوة بين عائشة و علي رضي الله عنهما:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>لم يزل الرافضة خلفا عن سلف يتهمون أم المؤمنين بما برأها الحق سبحانه منه، و يقولون عنها أنها تبغض و تعادي عليا و ذريته.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول المخبول نعمة الله الجزائري في أنواره:(وأول عداوة خربت الدنيا وبني عليها جميع الكفر والنفاق إلى يوم القيامة هي عداوة عائشة لمولاتها الزهراء عليها السلام)(ص63).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عداوة لم يعرفها التاريخ إلا في دين الرافضة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويذكر الرافضي المعاصر التونسي محمد التيجاني قصة مختلقة مفادها أن عائشة رضي الله عنها لما جاءها خبر موت علي رضي الله عنه سجدت لله شكرا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد نسج معممو الشيعة على منوالها أساطير كثيرة تفيد بأن هذه السجدة كانت تفريغا لحقد دفين من عائشة يوم رميت بالبهتان على علي الذي أشار على النبي صلى الله عليه و سلم بتطليقها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن من له أدنى مسحة من عقل يدرك فساد قول الرافضة هذا، وذلك أن عائشة رضي الله عنها لم يكن بينها و بين صهرها شيء، أما من كانت له إحاطة و دراية بالصحيح من الأخبار فإنه يعلم قطعا عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وبإطلالة سريعة على الأخبار الواردة في فضائل علي و آل البيت رضوان الله عليهم نجد أن أغلبها من مرويات عائشة أم المؤمنين، فهل يعقل أن تبغضه و تذكر من فضائل ما ذكرت؟.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وحتى حديث الكساء الذي يدندن حوله الرافضة كثيرا، و هو في فضائل آل البيت، روته عائشة رضي الله عنها و خرجه الإمام مسلم في صحيحه، و تعتبر الرواية من طريقها أصح رواية لهذا الحديث.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>اختلاق مظلومية للزهراء رضي الله عنها:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>للمحافظة على مواسم التطبير و اللطم و إراقة الدماء، وجمع الخمس، اخترع معمموا الشيعة فكرة مظلومية أهل البيت وشرعنوا لها لطم الخدود وضرب الجلود إظهارا للحزن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذه المظلومية كان و لا بد أن تُصنع لها أحداثا ووقائع، حتى تقبل و يكون لها الأثر في النفوس، و إذ لا راذع لهؤلاء القوم فليتوقع المسلمون ما لا يخطر لهم على بال من حكايات يصعب حبكها على غير أحفاد ابن السوداء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يبتدئ مسلسل الظلم المزعوم هذا من مطالبة الزهراء أبا بكر ميراثها من النبي صلى الله عليه و سلم، و قد منعها الصديق رضي الله عنه و أرضاه أو (السلطة الغاصبة) كما يحلو للمعممين تسميته، و لا ينتهي عند إحراق بابها، و كسر ضلعها، و إسقاط جنينها، من طرف عمر -رضي الله- عنه كذبا و زورا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقد ذكر المخرج نعمة الله الجزائري بعضا من فصول هذا المسلسل، تفيد بأن الزهراء رضي الله عنها جاءت تطلب ميراثها من أبي بكر، فأراد الصديق أن يكتب لها، و منعه عمر الفاروق، و طلب منها البينة فأتت بها و منعه مرة أخرى، لترجع الزهراء غاضبة إلى بيتها و تبقى على هذه الحال حتى وفاتها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وشحن روايته هاته بطعونات فاضحة للزهراء رضي الله عنها ووصَفها بما ننزهها عنه -نحن أهل السنة-.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي كتاب سليم بن قيس المتوفى حدود سنة 76: (ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، فأحرق الباب ثم دفعه عمر فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي المتوفى سنة 334ه‍،:(وجمع الحطب الجزل على النار لإحراق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب ورقية وأم كلثوم وفضة وإضرامهم النار على الباب... وأخذ النار في خشب الباب).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي مرآة العقول:(فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط… إلى أن قال: فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">روايات لن تجد سبيلا إلى أفئدة العقلاء، لتبقى رائجة بين البلهاء من الشيعة الرافضة يعلمونها عوامهم جيلا بعد جيل، على أنها حقائق ثابتة، في حين أن معمميهم يأولونها تارة، و ينكرونها تارة أخرى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي الختام بعد هذه المحاولة المتواضعة لنسف فكرة العداوة بين الصحابة و أهل البيت من جهة، و بين أهل البيت و الصحابة من جهة أخرى، أنقل لكم كلاما نفيسا لعلي رضي الله عنه، يمجد فيه صحابة النبي صلى الله عليه و سلم بما هم أهل له، ويفضلهم على شيعته الذين خذلوه في الحروب و القتال، يقول رضي الله عنه و أرضاه:"لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأين أحفاد بن سبأ من هذه الأوصاف، و من التزويج المتبادل بينهم، و تسمية أبنائهم بأسماء الصحابة، الذين امتثلوا وصية النبي في أهل بيته، فبادلوهم التقدير و الاحترام، و عاشوا معهم على قلب رجل واحد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكلها حواجز تبقى صعبة التخطي على معممي الشيعة للانتصار لفكرة العداوة التي لا وجود لها حقيقة إلا في قلوبهم على الإسلام و أهله، والنبي و صحبه، و حتى أهل بيته.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر/ موقع شعاشيع</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات