التسامح السني والطغيان والظلم الشيعي
أسامة شحادة
الأربعاء 24 مايو 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>التسامح السني والطغيان والظلم الشيعي</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">من قواعد الإعلام المتبعة اليوم تكرار الكذب حتى يصبح حقيقة يصدقها ويقبلها الناس، ومن أمثلة ذلك ما يروجه اليهود من أكاذيب بخصوص ملكيتهم لفلسطين أو إحراقهم على يد هتلر، أو زعمهم بأنهم مسالمون يرغبون بالعيش المشترك مع العرب والمسلمين لكن العرب والمسلمين لا يزالون يعتدون على اليهود ويقتلون أطفالهم ونساءهم ويرمونهم بالصواريخ، ولا زال اليهود يكررون كذبهم ويزخرفوه حتى صدقته وآمنت به قطاعات كبيرة من شعوب العالم رغم أننا نعيش حقبة العولمة والفضائيات والإنترنت، لكن من يجيد الكذب ويكرره يتفوق على الصادق المهمل في تكرار حقه وحسن عرضه، ومن أمثال أهل العراق: "الكذب المصفط أحسن من الصدق المخربط"!</span><br></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذا الأمر ينطبق على الشيعة بعامة وشيعة العرب بخاصة، فإنهم يزعمون أنهم مظلومون ومضطهدون من قبل الأكثرية السنية، ولكن الحقيقة هي غير ذلك، بل الناظر في تاريخ الأمم يجد دوماً أن الأقليات تمارس من الاستبداد والظلم للآخرين ما يفوق الخيال وذلك فقط حتى لا تزول امتيازاتهم ومنافعهم. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولو أردنا أن نستعرض الأدلة والأمثلة على كذب مظلومية الشيعة لطال الحديث، ولكننا نقتصر على مثال من التاريخ القديم وآخر من المعاصر. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>المثال الأول: مقارنة بين استيلاء الصفويين على إيران السنية وبين استيلاء الوهابية على الإحساء والقطيف الشيعية</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>تجمع كتب التاريخ على أن الصفويين حين احتلوا إيران عام 907هـ/1501م كان غالب أهلها من السنة ولكنهم قاموا بمجازر رهيبة ومذابح بشعة في كل مكان نتج عنها اعتناق قسم كبير من الإيرانيين للتشيع لا يزال في إيران 25-30% من السكان من السنة ولكنهم مقموعون لدرجة أن العالم لا يصدق أنهم موجودون!! ومما سطرته كتب التاريخ حول هذه الجرائم ما يلي<font face="Simplified Arabic" size="3">[1]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">1- أكثر الشاه إسماعيل الصفوي من القتل حتى قتل ملك (شروان) وأمر القزلباشية أن يوضع في قدر كبير ويطبخ وأمر بأكله ففعلوا، وكان لا يتوجه لبلاد في داخل إيران إلا فعل أشياء يندى لها الجبين؛ من قتل ونهب وتمثيل، حتى قتل من أعاظم علماء العجم السُنة، وحرّق كتبهم وانهزم كثير من العلماء إلى بلاد أخرى، ثم أمر الشاه إسماعيل جنوده بالسجود له، وكان من دمويته أن ينبش قبور العلماء والمشايخ السُنة، ويحرّق عظامهم، وكان إذا قتل أميراً من الأمراء السُنة أباح زوجته وأمواله لشخص ما من أتباعه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">2- في تبريز أحضر القزلباشية مع أسلحتهم الكاملة إلى المسجد وأمرهم أن يحاصروا الناس وإذا أبدى هؤلاء أية معارضة أثناء الخطبة باسم أهل البيت فعلى الجنود قتلهم، وفعلا قتل الكثير من المسلمين. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">3- في مرو شمال شرق إيران ذبح أكثر من عشرة آلاف من سكانه من أهل السُنة لأنهم رفضوا التشيّع. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">4- في بغداد أمر قائده (حسين بك لاله) بتهديم مدينة بغداد وقتل أهل السُنة والصلحاء، حتى توجّه إلى مقابر أهل السُنة ونبش قبور الموتى وأحرق عظامهم. وبدأ يعذب أهل السُنة ويذيقهم سوء العذاب بأيديهم أو يسلمهم للشيعة ليسلبوا أموالهم ثم يقتلونهم محاولا أن يحولهم للتشيّع، وهدم مسجد أبي حنيفة النعمان في مدينة الأعظمية، ونكّل ونبش قبره، وهدم المدارس العلمية للحنفية وهدم كثيراً من المساجد. وقتل كل من ينتسب لذرية خالد بن الوليد -رضي الله عنه -في بغداد لمجرد أنهم من نسبه، وقتلهم قِتلة قاسية. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وتعداد جرائم الصفويين يحتاج لمجلدات لحصره وهو مما قصر أهل السنة في كشفه وبيانه، وهو يكشف زيف ادعاء الشيعة المظلومية فهم ظالمون لأنفسهم بما يعتقدونه من عقائد فاسدة وبدع منكرة كما أنهم ظالمون باعتدائهم على الأنفس والأموال المعصومة لنشر باطلهم. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولو قارنا ظلم وطغيان الصفويين بما حدث لهم لإخوانهم من شيعة السعودية حين ضمت لحكم الوهابيين لوجدنا العجب العجاب، ولن أعتمد هنا على مؤرخي الوهابية كابن بشر وابن غنام، بل سيكون الاعتماد على الكتاب الشيعة المعارضين اليوم للدولة السعودية والذين يملؤون الدنيا صياحاً حول مظلوميتهم، ولكن تعال لنر الحقيقة: </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">1- كتب سعد البغدادي على شبكة النبأ للمعلومات، في مقاله (الشيعة في السعودية تاريخ الظلم والقهر)، (احتُلت الهفوف (حاضرة الأحساء) في 12 أبريل/ نيسان 1913 بسهولة بعد مقاومة ضعيفة أبدتها الحامية التركية. وكان موقف المجتهد الشيعي الأكبر في الأحساء الشيخ موسى بو خمسين وعدد من الوجهاء بعدم المقاومة لعب دورا حاسما في إحراز النصر السريع لابن سعود الذي عقد اتفاقا مع زعماء الشيعة ينص على "ضمان حرية الأهالي الدينية) وضمان (إعادة الأمن ونشر العدل) مقابل الولاء والانضمام إلى الكيان والحكم الجديد..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد اتسمت حركة الإخوان منذ بداية تأسيسها بالتشدد والتزمت الديني والمسلكي الذي يصل إلى حد التكفير والاستئصال للآخر المختلف ضمن الدائرة الإسلامية، بما في ذلك المذاهب السنية الأخرى. غير أن رأس رمح هذه الحركة كان متجها ومسلطا على نحو متطرف ضد الشيعة على وجه الخصوص الذين اعتبروا في نظرهم في منزلة الكفار الذين يجب إخضاعهم للتوبة والعودة إلى صحيح الإسلام أو إعمال السيف في رقابهم ومعاملتهم بأدنى من معاملتهم للذميين. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذه الممارسات والانتهاكات الخطيرة أدت إلى أن يعيش الشيعة محنة شديدة، حيث تم إغلاق مساجدهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم وفرض عليهم إعادة تأكيد إسلامهم على يد الشيخ (غالبا يكون جاهلاً ولا يفقه في أمور الدين) يفرض من قبلهم ويقوم بإمامتهم في الصلاة إلى جانب تدميرهم لمقابر آل البيت والأولياء بل وحتى القبور العادية بحجة العودة إلى ينابيع الإسلام الصحيح. كما شددت ضدهم الإجراءات الاقتصادية (الزكاة والجزية والمكوس) ومنعوا حتى من ممارسات بسيطة وعادية مثل التدخين الذي اعتبروه من الكبائر وهو مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة منهم إلى دول الجوار (البحرين والعراق والكويت. إلخ) .... </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ووصل الأمر (بالإخوان) إلى حد تكفير الدولة والملك عبد العزيز، وهو ما أدى إلى حدوث الصدام الحتمي بين حركة الإخوان والملك عبد العزيز (1929) في معركة السبلة المعروفة حيث تم القضاء على الحركة عسكريا وتم تصفية قياداتها بالقتل والسجن. " أ. هـ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولاحظ أن الكاتب ينص على اتفاق (ضمان حرية الأهالي الدينية)، ولا يذكر وقائع محددة للاضطهاد لعدم وقوعها أصلا فليس هناك مجازر أو قتل، بل يعترف الكاتب أن (الإخوان) هم من تعرض للشيعة وقد تعرضوا للدولة السعودية أيضاً!! </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولو قارنت بين واقع السنة والشيعة في إيران والسعودية اليوم لوجدت تفاوتاً عظيم بين واقع شيعة السعودية وما لديهم من مميزات وحرية واستقلالية وبين حال سنة إيران الذين يعانون التهميش والحرمان رغم نسبتهم التي تفوق نسبة شيعة السعودية!! </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>المثال الثاني: اللاجئون العراقيون إلى أين ذهبوا؟ </b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>بعد احتلال العراق عام 2003 م قام أكثر من 2 مليون عراقي سني وشيعي) بالخروج من العراق واللجوء إلى دول الجوار، وحين تدقق في الدول التي لجأوا إليها وأعدادهم، تجد أنهم لجأوا إلى دول الجوار السنية أو الدول الغربية، أما إيران فلم يلجأ إليها إلا حوالي 50 ألف لاجئ فقط!!! فلماذا؟ </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفيما يلي جدول توزع اللاجئين العراقيين في دول الجوار بحسب موقع الجزيرة نت<font face="Simplified Arabic" size="3">[2]</font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">البلد عدد اللاجئين </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">سوريا 1.200 مليون </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الأردن 750 ألف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">دول الخليج 200 ألف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">مصر 100 ألف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لبنان 40 ألف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">تركيا 10 ألاف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إيران 54 ألف </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">المجموع 2.274 مليون </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومعلوم أن نسبة الشيعة في اللاجئين العراقيين حوالي الربع، فلماذا لا يلجأ من 560 ألف شيعي عراقي إلي إيران إلا 54 ألفاً أي أقل من نسبة 10% من اللاجئين الشيعة، و90% من اللاجئين الشيعة يلجأون لدول سنية؟؟ </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن تجربة الشيعة العراقيين في اللجوء إلى إيران تجربة مرة لم تذهب مرارتها من قلوبهم بعد، ولعل من أبرز مظاهر هذه التجربة المرة للعراقيين في إيران هو ما عرف بتجربة التوابين والتي طبقت على الأسرى العراقيين الشيعة والتي استغلت ظروف الأسر والحرمان لتحولهم إلى أدوات شيطانية بيد النظام الإيراني ضد بلدهم وضد أشقائهم في الأسر، وهؤلاء التوابون كانوا من أشد الطائفيين في العراق وقد نشرت عنهم عدة مقالات في شبكة الإنترنت يمكن العودة لها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن الشيعة العراقيين حين تسألهم عن سبب لجوئهم للدول السنية بدلاً من إيران لا يتحرجون من ذم إيران ونقدها، لأنهم خير من يعرف طبائع الإيرانيين الشيعة وفساد أخلاقهم وتسلطهم وظلمهم، أليسوا يعاشرونهم ويعاملونهم في كربلاء والنجف وغيرهما.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولولا تسامح أهل السنة لما لجأ هؤلاء إلى بلادنا ولولا تسامح أهل السنة لدرجة تصل أحياناً كثيرة لدرجة السذاجة والغباء، لما أصبح اللاجئون وليس المواطنون يطالبون ببناء الحسينيات وإقامة شعائرهم علناً في الدول السنية!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بينما إيران تشترط للسماح لـ 1.5 مليون مواطن سني إيراني لبناء مسجد في طهران أن يسمح ببناء حسينية في مكة المكرمة التي ليس فيها سكان شيعة! </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذان مثالان سريعان عن تسامح أهل السنة الذي قد يصل مبلغ السذاجة، وظلم وطغيان الشيعة الذي ليس له حد أو منطق، لكنه يجد الدعم والدعاية حتى أصبح هو الحق والصواب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع محبو آل البيت</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات