ذكر فرق الشيعة وبيان أحوالهم وكيفية حدوثهم وتعداد مكايدهم
مدير الموقع
الأحد 4 يونيو 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>ذكر فرق الشيعة وبيان أحوالهم وكيفية حدوثهم وتعداد مكايدهم</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>اعلم أن الشيعة الذين يدعون مشايعة الأمير كرم الله تعالى وجهه ومتابعته، وحبه الذي افترضه الله تعالى على عباده، أربع فرق:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الفرقة الأولى: الشيعة الأولى ويسمون (الشيعة المخلصين) أيضاً:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b> وهم عبارة عن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير كرم الله وجهه من المهاجرين والأنصار والذين تبعوهم بإحسان، كلهم عرفوا له حقه، وأحلوه من الفضل محله ولم ينتقصوا أحداً من إخوانه أصحاب رسول الله (فضلاً عن إكفاره وسبّه. بيد أن منهم من قاتل معه على تأويل القرآن كما قاتلوا مع رسول الله على تنزيله)، فقد كان معه رضي الله تعالى عنه في حرب صفين من أصحاب بيعة الرضوان ثمانمائة صحابي، وقد استشهد منهم تحت رايته هناك ثلاثمائة. ومنهم من تقاعد عن القتال تورعاً واحتياطاً لشبهة عرضت له، لكنه مع ذلك كان قائماً بمحبته وتعظيمه ونشر فضائله، وذلك لا يقصر بكثير عن القتال معه، ومن مشهوري هذا الصنف عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد زالت شبهته بعد ذلك فندم غاية الندم على قعوده وتخلفه عن الأمير كرم الله تعالى وجهه، لكن فات ذاك، وتعذر الاستدراك، وحالت المنية، دون الأمنية، وهذا يشبه من وجه ما كان من محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه من التوقف يوم الجمل حتى قال له الأمير كرم الله تعالى وجهه: "ويحك أتتوقف وأبوك سابقك؟" ومنهم من غلب عليه القضاء والقدر فوقع منه ما أدى إلى قتاله، كطلحة والزبير وأم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم، فهم - وإن وقع بينهم وبين الأمير ما وقع يوم الجمل - محبون له عارفون له فضله، كما أنه رضي الله تعالى عنه في حقهم كذلك، وليس بين ذلك وبين القتال الواقع في البين تناف، لأن القتال لم يكن مقصوداً، بل وقع عن غير قصد، لمكر من قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه الذين كانوا بعشائرهم في عسكر الأمير، إذ غلب على ظنهم من خلوته بطلحة والزبير أنه سيسلمهم إلى أولياء عثمان، فأطاروا من نيران غدرهم شراراً، ومكروا مكراً كباراً، فأوقعوا القتال بين الفريقين، فوقع ما وقع إن شاء وإن أبى أبو الحسنين فكل من الفريقين كان معذوراً، وكان أمر الله قدراً مقدوراً. وسياتي تفصيل ذلك كله في باب المطاعن إن شاء الله تعالى (1) قال الجد روّح الله تعالى روحه في كتاب (نهجة السلامة) (2) :(بعد ذلك الكلام على أن القتال لو فرض أنه كان قصداً فهو بشبهة قوية عند المقاتل أوجبت عليه أن يقاتل. فهو بزعمه من الدين ونصرة المسلمين، وليس من الغي والاستهانة بالأمير في شيء. ومتى كان كذلك فهولا ينافي المحبة، ولا يدنس رداء الصحبة، وقد صرح بعض العلماء أن شكوى الولد على أبيه لدين له عليه قادر على أدائه ومماطل فيه ليس من العقوق، ولا يخلّ بما للوالد من واجب الحقوق. وإن أبى تعصبك هذا قلنا: إن القوم رضي الله تعالى عنهم كانوا من قبل ما وقع من الشيعة المخلصين الأبرار، لكن لعدم الإثم وقع منهم ما غسلوه ببرد التوبة وثلج الاستغفار، ويأبى الله تعالى أن يذهب صحابي إلى ربه، قبل أن يغسل بالتوبة والاستغفار دون ذنبه. وبنحو هذا يجاب عن اصحاب صفين، من رؤساء الفرقة الباغية على عليّ أمير المؤمنين، فالمتلوثة سيوفهم في تلك الفتنة من الصحابة أقل قليل، ولولا عريض الصحبة وعميق المحبة لدلع أفعوان القلم لسانه الطويل، فقف عند مقدارك، فما أنت وإن بلغت الثرايا إلا دون ثرى نعال أولئك. نعم يلزمك أن تقول: إن الحق فيما وقع كان مع زوج الزهراء). انتهى ما قال، عليه رحمة المتعال. وهو كلام موجز يغنى عن المطولات، ويكفي عن كثير من العبارات.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذا واعلم أن ظهور هذا اللقب (1) كان عام سبع وثلاثين من الهجر والله تعالى أعلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الفرقة الثانية: الشيعة التفضيلية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b> وهم عبارة عن الذين يفضلون الأمير كرم الله وجهه على سائر الصحابة من غير إكفار واحد منهم ولا سب ولا بغض، كأبي الأسود الدؤلي الذي اشتهر - وهو الأصح بل الصحيح - أنه واضع النحو بأمر باب مدينة العلم كرم الله تعالى وجهه، وكتلميذه أبي سعيد يحيى بن يعمر أحد قراء البصرة، وكسالم بن أبي حفصة راوي الحديث عن الإمامين الباقر وابنه الصادق رضي الله تعالى عنهما، وكعبد الرزاق صاحب المصنف في الحديث، وكأبي يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت صاحب (إصلاح المنطق) في اللغة وكخلق آخرين، ولبعض متأخري الصوفية قدست أسرارهم كالفاضل الجامي كلمات ترشح بالتفضيل، وانسلاكهم في هذا القبيل، وكثير من العلماء يصرفها عن ذلك صيانة لأولئك الأجلة عن أن ينسب إليهم الابتداع (2) والانخزال عن (الشيعة المخلصين) من الأتباع. وقد ظهرت هذه الفرقة بعد الأولى بنحو عامين أو ثلاثة، وصح أن الأمير كرم الله تعالى وجهه أحسَّ أيام خلافته بقوم يفضلونه على الشيخين، فكان ينهى عن ذلك حتى قال: "لئن سمعت أحداً يفضلني على الشيخين رضي الله تعالى عنهما لأحدّنه حد الفرية" وهو على ما في التحفة ثمانون جلدة وقيل عشر، والله تعالى أعلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الفرقة الثالثة: الشيعة السبئية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b> ويقال لها (التبرئية) وهم عبارة عن الذين يسبون الصحابة، إلا قليلاً منهم كسلمان الفارسي وأبي ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله تعالى عنهم، وينسبونهم -وحاشاهم -إلى الكفر والنفاق، ويتبرؤون منهم، ومنهم من يزعم والعياذ بالله تعالى ارتداد جميع من حضر غدير خمٍّ يوم قال عليه الصلاة والسلام: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«من كنت مولاه فعليّ مولاه»</font> الحديث، ولم يفِ بمقتضاه من بيعة الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بل بايع غيره. وهذه الفرقة حدثت في عهد الأمير رضي الله تعالى عنه بإغراء عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني كما سيأتي. وليس هو هيان بن بيان، وزعم ذلك مكابرة وإنكار للمتواتر. ولما ظهرت أظهر الأمير كرم الله تعالى وجهه البراءة منها، وخطب عدة خطب في قدحها وذمها. وقد روى الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الزيدي في ىخر كتابه (طوق الحمامة في مباحث الإمامة) عن سويد بن غفلة أنه قال: مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فأخبرت علياً كرم الله وجهه وقلت: لولا أنهم يرون أنك تضمر ما أعلنوا ما اجترأوا على ذلك، منهم عبد الله بن سبأ. فقال علي رضي الله تعالى عنه "نعوذ بالله، رحمنا الله" ثم نهض وأخذ بيدي وأدخلني المسجد فصعد المنبر ثم قبض على لحيته وهي بيضاء فجعلت دموعه تتحادر عليها، وجعل ينظر للقاع حتى اجتمع الناس، ثم خطب فقال: "ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله ووزيريه وصاحبيه وسيدي قريش وأبوي المسلمين، وأنا برئ مما يذكرون، وعليه معاقب صحبا رسول الله بالحب والوفاء والجد في أمر الله، يأمران وينهيان ويغضبان في أمر الله، فقبض وهو عنهما راض، والمسلمون راضون، فما تجاوزا في أمرهما وسيرتهما رأي رسول الله (وأمره في حياته وبعد موته، فقبضا على ذلك رحمهما الله، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا يبغضهما إلا شقى مارق، وحبهما قربة، وبغضهما مروق..." الخ وفي رواية "لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل". ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن وقال: لا تساكني في بلدة أبداً. وهذا مما يفتُّ بأعضاد هذه الفرقة أعني الشيعة السبئية لا المخلصين. ولما ظهرت ما ارتضى الشيعة المخلصون بلقب(الشيعة) فتركوه تحرزاً عن الالتباس، وكراهة للاشتراك الاسمي مع أولئك الأرجاس، ولقبوا أنفسهم بأهل السنة والجماعة. فما وقع في بعض الكتب كتاريخ الواقدي والاستيعاب من أن فلاناً كان من الشيعة مثلاً لا ينافي ما وقع في غيرها من أنه من رؤساء أهل السنة والجماعة، حيث أن المراد بالشيعة هناك الشيعة الأولى، وكان أهل السنة منهم. وكيف لا وهم يرون فرضية حبّ أهل البيت، وعليّ كرم الله تعالى وجهه عمادهم، ويروون في ذلك عدة أحاديث منها ما رواه البيهقي وأبو الشيخ والديلمي أن رسول الله قال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من نفسه»</font> وعن ابن عباس قال: قال رسول الله: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي»</font> إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى أو يحصر. وقد نسب افمام الشافعي -وموضعه من أهل السنة موضع الواسطة من العقد -نظم كثير يشهد بما ذكرناه عن أهل السنة، ويردّ به على من أنكر ذلك من جهلة الشيعة، كقوله رضي الله تعالى عنه، وقوله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إلى غير ذلك مما هو مذكور في كتب الشيعة، صحت نسبته إليه أم لا. وهذا أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه وهو هوبين أهل السنة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: لولا السَّنَتان لهلك النعمان، يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه. وقد قال غير واحد أنه أخذ العلم والطريقة من هذا ومن أبيه الإمام محمد الباقر ومن عمه زيد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم. وللأعمش وهو أحد مجتهدي أهل السنة سفر كبير في مناقب الأمير كرم الله وجهه، ويكفي في هذا الباب أن معظم طرائق أهل السنة موصولة بأهل البيت، ولا يكاد ينكر هذا الأمر إلا من ينكر الفرق بين الحي والميت، ومن الشبه من يزعم أنه لا يعد محباً لعلي وسائر أهل البيت رضي الله عنهم من أحب الشيخين واضرابهما من الصحابة الذين لم يبايعوا الأمير كرم الله تعالى وجهه يوم وفاته عليه الصلاة والسلام حيث يزعمون أنهم أعداء الأمير، وينشدون في ذاك قول من قال، وقوله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا يخفى كذب مبناه، ويشير إلى كذبه الخبر الذي قدمناه عن يحيى بن حمزة المؤيد بالله وكذا غيره من الأخبار، التي ملئت منها بون الأسفار. ورحم الله تعالى امرأ أنصف وعرف الحق فاعترف.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الفرقة الرابعة: الشيعة الغلاة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b> وهم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير كرم الله تعالى وجهه، ونحو ذلك من الهذيان. قال الجد روح الله روحه: وعندي أن ابن أبي الحديد في بعض عباراته -وكان يتلون تلون الحرباء -كان من هذه الفرقة، وكم له في قصائد السبع الشهيرة من هذيان، كقوله يمدح الأمير كرم الله تعالى وجهه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقوله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إلى غير ذلك، وأول حدوثهم قيل في عهد الأمير بإغواء ابن سبأ أيضاً، وقد قتل كرم الله تعالى وجهه من ضح عنده أنه يقول بألوهيته، فلم ينحسم بذلك عرق ضلالتهم ولم ينصرم حبل جهالتهم، بل استمر الفساد، وقوى العناد <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ومن يضلل الله فما له من هاد}</font> وهذه الفرقة على قلتها بالنسبة إلى الفرق الأخرى انقسمت على ما في (التحفة) إلى أربع وعشرين فرقة:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الأولى السبئية:</b> أصحاب عبد الله بن سبأ الذين قالوا: إن علياً هو الإله ولما استشهد الأمير كرم الله تعالى وجهه زعم ابن سبأ أنه لم يمت وأن ابن ملجم إنما قتل شيطاناً تصور بصورة عليّ، وأنه مختف في السحاب وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه ينزل إلى الأرض بعد هذا ويملأها عدلاً وينتقم من أعدائه. ولهذا أن هذه الفرقة إذا سمعت صوت الرعد قالوا: (عليك السلام أيها الأمير). ولا يخفى أن الأمير لوكان كما زعموا لكان مقتدراً على إهلاك أعدائه بصوت شديد من الرعد وإلقاء الصواعق، فلأي شيء هذا الانتظار، مع وجود الاستطاعة والاقتدار؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية المفضلية:</b> أصحاب المفضل الصيرفي وقد زادوا على السبئية بقولهم إن نسبة الأمير لله تعالى كنسبة المسيح، فمثله كمثله، فقد وافقوا النصارى في قولهم باتحاد اللاهوت بالناسوت، وفي زعمهم أن النبوة والرسالة لا تنقطع أبداً، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي، فإن دعا الناس إلى الهدى فهو رسول.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذا ترى أن كثيراً منهم أدعى النبوة والرسالة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة السريغية:</b> أصحاب السريغ بفتح السين وكسر الراء المهملتين وفي آخره معجمة. ومذهبهم كمذهب المفضلية، إلا أنهم حصروا حلول اللاهوت في الناسوت في خمسة، وهم النبيّ والعباس وعلي وجعفر وعقيل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الرابعة البزيعية:</b> اصحاب بزيع بن يونس الذي قال بألوهية جعفر الصادق وانه ظهر في شخص وإلا فهوفي الحقيقة منزه عنه، وقالوا: إن الأئمة الآخرون لم يكونوا آلهة ولكن أوحى إليهم، وأثبتوا لهم المعراج.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الخامسة الكاملية:</b> أصحاب أبي كامل، وهم يقولون إن الأرواح تتناسخ وتنتقل من بدن إلى بدن بعد خراب البدن الأول، وأن روح الله تعالى كانت في آدم ثم في شيش ثم صارت إلى الأنبياء. وهؤلاء القوم يكفرون جميع الصحابة بتركهم البيعة لعلي، ويكفرون علياً ايضاً بتركه طلب حقه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السادسة المغيرية:</b> أصحاب المغيرة بن سعد العجلي، زعموا أن الله تعالى جسم، وأن صورته صورة رجل من نور وعلى رأسه تاج من نور وله قلب تنبع منه الحكمة، وأنه لما أراد خلق العالم تكلم بالاسم الأعظم فطار ووقع تاجاً على رأسه ثم إنه كتب على كتفه أعمال الدنيا، فغضب من المعاصي حتى عرق فاجتمع من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب نير، ثم أطلع في البحر النير فأبصر ظله فانتزع بعض ظله وخلق منه الشمس والقمر وأفنى باقي ظله وقال: لا ينبغي أن يكون معي إله غيري. ثم إنه خلق الخلق كله من البحرين: الكفر من البحر المظلم، والايمان من البحر النير، ثم أرسل إلى الناس محمداً وهم ضلال، ثم عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال وهي أن يمنعهن علياً من الإمامة فأبين ذلك، ثم عرضها على الناس فأمر عمر بن الخطاب أبا بكر أن يتحمل منعه من ذلك، وضمن له أن يعينه على الغدر به، بشرط أن يجعل الخلافة له من بعده فقبل منه، وأقدما على المنع متظاهرين عليه. وقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{فحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً}</font> يعني أبا بكر، وزعم هؤلاء أن قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر، فلما كفر قال إني برئ منك}</font> نزلت في حق عمر وأبي بكر، وهؤلاء يزعمون أن الإمام المنتظر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأنه حي لم يمت، وهو مقيم في جبال حاجر إلى أن يؤمر بخروجه. ومنهم من يقول إن الإمام المنتظر هو المغيرة، كذا في (أبكار الأفكار) لسيف الدين الآمدي، ولم يكن هذا التفصيل في الأصل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السابعة الجناحية:</b> أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين، يزعمون أن الرواح تتناسخ، وأن روح الإله تعالى كانت في آدم ثم في شيش، ثم صارت إلى الأنبياء والأئمة، حتى انتهت إلى عليّ وأولاده الثلاثة من بعده، ثم صارت إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر وأنه حي لم يمت وأنه يجبل من جبال أصبهان، وكفروا بالقيامة واستحلوا المحرمات من الخمر والميتة وغيرها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثامنة البيانية:</b> أاصحاب بيان بن سمعان التميمي، زعموا أن الإله تعالى على صورة انسان، وأنه يهلك كله إلا وجهه لقوله: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{كل شيء هالك إلا وجهه}</font> وأن روح الإله تعالى حلت في عليّ ثم بعده في ابنه محمد بن الحنفية ثم بعده في ابنه أبي هاشم ثم بعده في بيان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>التاسعة المنصورية:</b> أصحاب ابي منصور العجلي، وهؤلاء يقولون: إن الرسالة لا تنقطع أبداً، والعلم قديم، وأحكام الشريعة كلها مخترعات العلماء والفقهاء، ولا جنة ولا نار، وأن أبا منصور هو الإمام بعد الإمام الباقر رضي الله تعالى عنه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>العاشرة الغمامية:</b> ويقال لها (الربيعية) أيضاً، وهم يعتقدون أن صانع العالم ينزل إلى الأرض في فصل الربيع في حجاب السحاب، ويطوف حول الدنيا ثم يصعد إلى السماء، فالأزهار والرياحين والأثمار ونحو ذلك مما يظهر في الربيع بسبب ذلك النزول.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادية عشرة الامامية:</b> وهم يقولون: إن الأمير كان شريكاً للنبي عليه الصلاة والسلام في نبوته ورسالته (1).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية عشر التفويضية:</b> وهم يقولون: (إن الله تعالى خلق محمداً وفوض عليه خلق الدنيا، وأنه الخلاق لها بما فيها)، ومنهم من قال مثل هذه المقالة في علي كرم الله وجهه ومنهم من قال باشتراكهما في ذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة عشر الخطابية:</b> أصحاب أبي الخطاب الأسدي، زعموا أن الأئمة أنبياء، وأن أبا الخطاب كان نبياً، وأن الأنبياء فرضوا على الناس طاعته. ثم زادوا وزعموا أن الأئمة آلهة، وأن أبناء الحسن والحسين ابناء الله وأحباؤه، وأن جعفراً إله، وأن أبا الخطاب أفضل منه ومن علي بن أبي طالب، ويستحلون شهادة الزور لموافقيهم على مخالفيهم، ثم افترق هؤلاء بعد قتل أبي الخطاب، فمنهم من قال: الإمام بعد ابي الخطاب معمر، وعبدوه كما عبدوا أبا الخطاب، وزعموا أن الجنة هي ما ينالهم من خير في الدنيا ونعيم فيها، وأن النار ما يصيبهم فيها من المشاق والهدم، واستباحوا المحرمات وترك الفرائض، ومنهم من قال: الإمام بعد أبي الخطاب بزيع، وأن كل مؤمن يوحى إليه، تمسكاً بقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله}</font> أي يوحى من الله. وزعموا أن فيهم خيراً من جبرائيل، وميكائيل، وأنهم لا يموتون، وأن الواحد منهم إذا بلغ النهاية ارتفع إلى الملكوت. ومنهم من قال ك الإمام بعد ابي الخطاب عمر بن بيان العجلي، إلا أنهم يموتون. كذا في (أبكار الأفكار).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الرابعة عشرة المعمرية:</b> أصحاب المعمر، القائلون بنبوة الإمام جعفر الصادق، وأن أبا الخطاب بعده نبي، وأن أحكام الشرع مفوضة إلى المعمر، وأن المعمر آخر الأنبياء، وقد أسقط الأحكام ورفع التكاليف، وهم قسم من الخطابية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الخامسة عشر الغرابية:</b> وهم القائلون إن علياً كان أشبه بمحمد من الغراب بالغراب والذباب بالذباب، وأن الله تعالى بعث جبرائيل إلى عليّ فغلط وأدي الرسالة إلى محمد متشابهته به، ولذلك يعنون صاحب الريش أي جبرائيل، وقد قال شاعرهم: (غلط الأمين فجازها عن حيدر).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السادسة عشرة الذبابية:</b> وهم قسم من الغرابية إلا أنهم زادوا عليهم بقولهم بنبوة محمد وأنه أشبه بالإله من الذباب بالذباب. قاتلهم الله تعالى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السابعة عشر الذمية:</b> وإنما لقبوا ذلك لأنهم يرون ذم محمد، ويزعمون أن علياً إله، وأنه بعث محمداً ليدعوا إليه فادعى الأمر لنفسه، ونهم من قال بإلهية محمد وعليّ إلا أن منهم من يقدم علياً في أحكام الإلهية، ومنهم من يقدم محمداً، ومنهم من قال بإلهية خمسة اشخاص وهم أصحاب العبا (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) وأن خمستهم شيء واحد، وأن الروح حالة فيهم بالسوية، ولا فضل لواحد على لآخر، ولم يسموا فاطمة بالتأنيث بل (فاطم) ولذلك قال شاعرهم:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثامنة عشرة الاثنينية</b>: وهم فرقة من الذمية الذين يعتقدون إلهية محمد بالتفصيل السابق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>التاسعة عشر الخميسية:</b> وهم ايضاً فرقة من الذمية الذين يعتقدون إلهية خمسة أشخاص على ما سبق، وقد تبعنا في هذا العد صاحب الصل، وإلا فغيره لم يذكر هاتين الفرقتين بالاستقلال.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">العشرون النصيرية: (1) القائلون بحلول الإله في عليّ وأولاده، ولكن يخصون الحلول بالئمة، وقد يطلقون لفظ الإله على الأمير مجازاً من باب إطلاق اسم الحال على المحل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادية والعشرون الإسحاقية</b>: وهم يقولون: لم تخل الأرض ولا تخلو عن نبي وأن الباري حل في عليّ، ووقع الاختلاف بينهم فيمن حل الإله بعد عليّ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية والعشرون العلبائية:</b> أصحاب علباء بن اروع الأسدي، وقيل الأوسى، وهم قائلون بألوهية الأمير وأنه أفضل من محمد وأن محمد بايع علياً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة والعشرون الرزامية:</b> وهم الذين ساقوا الإمامة إلى محمد بن الحنفية، ثم إلى ابنه، ثم إلى علي بن عبد الله بن العباس، ثم ساقوها في ولده أبي المنصور، ثم ادعوا حلول الإله تعالى في أبي مسلم وأنه لم يقتل، واستحلوا المحارم، ومنهم من ادعى الإلهية في المقنَّع.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الرابعة والعشرون المقنحية</b>: أصحاب المقنّع الذين يعتقدون أن المقنع إله بعد الإمام الحسين رضي الله تعالى عنه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم اعلم أن أكثر الفرق الأربع (الشيعة السبئية)، فقد انتشرت في جميع الربع المعمور، فلا تكاد ترى بلداً إلا وهوبها مغمور، و(الامامية) فرقة منها، وهي أيضاً فرقة كبيرة وطائفة كثيرة، وقد انقسمت إلى تسع وثلاثين فرقة:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الأولى: الحسنية يقولون:</b> إن الحسن المجتبى هو الإمام بعد أبيه عليّ المرتضى، والإمام من بعده الحسن المثنى بوصية له، ثم ابنه عبد الله، ثم ابنه محمد الملقب بالنفس الزكية، ثم أخوه إبراهيم بن عبد الله، وهذان خرجا في عهد المنصور الدوانيقي ودعوا الناس إلى متابعتهما فتبعهما خلق كثير. واستشهدوا بعد حربً شديد على يد بعض أمراء الدوانقي رحمة الله عليهما. وقد ظهرت هذه الفرقة ستة مائة وخمس وتسعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية: النفسية:</b> وهي طائفة من الحسنية يقولون إن النفس الزكية لم يقتل بل غاب واختفى وسيظهر بعد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة: الحكمية:</b> ويقال لها (الهشامية) أيضاً، وهم أصحاب هشام بن الحكم يقولون بإمامة الحسين بعد أخيه الحسن، ثم بإمامة أولاده على الترتيب المشهور إلى الصادق، وقد ظهرت سنة مائة وتسع.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الرابعة السالمية: ويقال لها أيضاً (الجواليقية) وهم أصحاب هشام بن سالم الجواليق وهم في الامامية كالحكمية، وفي الاعتقاد مختلفون: فالحكمية يقولون: إن الله عز وجل جسم طويل عريض عميق متساوي الأبعاد غير مصور بالصور المتعارفة، وهم يقولون جسم مصور بصورة الانسان، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. وقد ظهرت سنة مائة وثلاث عشرة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الخامسة: الشيطانية:</b> ويقال لها (النعمانية) أيضاً اصحاب محمد بن نعمان الصيرفي الملقب بشيطان الطاق (1)، وهم يقولون بالامامة على الترتيب</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">المشهور إلى موسى الكاظم وبالتجسيم كالسالمية، وقد ظهرت سنة مائة وثلاث عشرة أيضاً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">السادسة الزرارية: أصحاب زرارة بن أعين الكوفي، وهم في الامامية كالحكمية وخالفوهم في زعمهم أن صفاته تعالى حادثة لم تكن في الأزل وقد ظهرت سنة مائة وخمس وأربعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السابعة والثامنة والتاسعة: البدائية، والمفوضة، واليونسية:</b> أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمي، وكلهم متفقون على إمامة الأئمة الستة بالترتيب المشهور وزعمت اليونسية منهم أن الله سبحانه على العرش بالمعنى المعروف تحمله الملائكة. والبدائية أن الله سبحانه قد يريد بعض الأشياء ثم يبدوله ويندم لكونه خلاف المصلحة، وحملت خلافة الثلاثة ومدحهم في الآيات على ذلك. والمفوضة منهم من يزعم أن الله تعالى فوض خلق الدنيا إلى محمد عليه الصلاة والسلام، ومنهم من يقول: إلى عليّ كرم الله تعالى وجهه. ومنهم من يقول إلى كليهما. وقد ظهرت البدائية والمفوضة سنة ظهور الزرارية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>العاشر: الباقرية:</b> يقول إن الإمام محمد الباقر لم يمت وهو المنتظر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادية عشرة: الحاضرية:</b> يقولون: إن الإمام <font face="Simplified Arabic" size="3">[بعد]</font> محمد الباقر ابنه زكريا، وهو مختف في دبل الحاضر لا يخرج حتى يؤذن له.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية عشر: الناووسية</b>: أصحاب عبد الله بن ناووس البصري، يقولون: إن الإمام جعفر الصادق حي غائب وهو المهدي المنتظر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة عشر: العمارية:</b> أصحاب عمار يقولون: إن الصادق قد مات والإمام بعده ابنه محمد، وقد ظهرت سنة مائة وخمس وأربعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الرابعة عشر: المباركية</b>: من الإسماعيلية أصحاب المبارك، يعتقدون أن الإمام بن جعفر ابنه الأكبر إسماعيل ثم ابنه محمد وهو خاتم الأئمة والمهدي المنتظر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الخامسة عشر: الباطنية:</b> من الإسماعيلية أيضاً يرسلون الإمامة بعد إسماعيل من جعفر في أولاده بنص السابق على اللاحق، ويزعمون وجوب العمل بباطن الكتاب دون ظاهرة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السادسة عشرة: القرامطة:</b> من الإسماعيلية أيضاً وهم أصحاب قرمط، وهو المبارك في قول، وقال بعض العلماء اسم رجل آخر من أهل سواد الكوفة اخترع ما عليه القرامطة، وقيل هو اسم أبيه، وأما المخترع نفسه فاسمه حمدان، وكان ظهوره سنة سبعين ومائتين. وقيل إن قرمط اسم لقرية من قرى واسط منها حمدان المخترع، وهو قرمطي واتباعه قرامطة، وكان ظهوره فيها، وقيل غير ذلك، ومذهبهم أن اسماعيل بن جعفر خاتم الأئمة وهو حي لا يموت، ويقولون بإباحة المحرمات.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السابعة عشرة: الشميطية:</b> أصحاب يحيى بن أبي الشميط يزعمون أن الإمامة تعلقت بعد الصادق بكب من أبنائه الخمسة بهذا الترتيب: ثم محمد، ثم موسى الكاظم، ثم عبد الله الأفطح، ثم إسحاق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثامنة عشرة: الميمونية</b>: أصحاب عبد الله بن ميمون القداح الأهوازي، وهم قائلون بإمامة إسماعيل، ويزعمون أن العمل بظواهر الكتاب والسنة حرام، ويجحدون المعاد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>التاسعة عشرة: الخلفية</b>: أصحاب خلف، وهم قائلون بإمامة اسماعيل ونفى المعاد كالميمونية، إلا أنهم يقولون: كل ما في الكتاب والسنة من الصلاة والزكاة ونحوها محمول على المعنى اللغوي لا غير.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>العشرون: البرقعية</b>: أصحاب محمد بن علي البرقعي، وهم في الإمامة كمن سمعت آنفاً، وينكرون أيضاً المعاد، ويؤولون النصوص بما تهوى أنفسهم، وينكرون نبوة بعض الأنبياء، ويوجبون لعنهم والعياذ بالله تعالى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادية والعشرون: الجنابية</b>: اتباع أبي طاهر الجنابي (1) وهم كالقرامطة في الإمامة، وينكرون المعاد والأحكام بأسرها، ويوجبون قتل من يعمل بها ولذا قتلوا الحجاج، وقلعوا الحجر الأسود، وعدهم غير واحد فرقة من القرامطة، كما أنهم عدوا القرامطة فرقة من الإسماعيلية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية والعشرون: السبعية:</b> وهم ايضاً من الإسماعيلية، يقولون: إن الأنبياء الناطقين بالشرائع سبعة: آدم وألو العزم الخمسة والمهدي، وأن بين كل رسولين سبعة رجال آخرين يقيمون الشريعة السابقة إلى حدوث اللاحقة، وإسماعيل بن جعفر كان أحد هؤلاء السبعة، وهم المقيمون للشريعة بين محمد والمهدي المنتظر وهو آخر الرسول بزعمهم. وزعموا أنه لا يخلو الزمان عن واحد من أولئك الرجال.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالثة والعشرون: المهدوية:</b> زعموا أن الإمامة بعد إسماعيل لابنه محمد الوصى، ثم لابنه أحمد الوفى، ثم لابنه محمد التقى، وفي بعض الكتب: قاسم التقى، ثم لابنه عبيد الله (2) الرضى، ثم لابنه أبي القاسم عبد الله، ثم لابنه محمد الذي لقب نفسه بالمهدي، وقد صار والياً بالمغرب، واستولى على بلاد إفريقية، وملك بنوه مصر وما حولها، ثم لابنه أحمد القائم بأمر الله، ثم لابنه إسماعيل المنصور بقوة الله، ثم لابنه معد المعز لدين الله، ثم لابنه المنصور نزار العزيز بالله، ثم لابنه أبي علي الحاكم بأمر الله، ثم لأبي الحسن الظاهر بدين الله، ثم لمعد المستنصر بالله، وذلك بنص الآباء بترتيب الولادة. وهذا الترتيب إلىهنا مجمع عليه عندهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">واختلفوا بعد المنتصر لما أنه نص أولاً على إمامة أخيه نزار، وثانياً على إمامة ابنه أبي القاسم المستعلى بالله، فبعضهم تمسك بنص الثاني وقال: إنه ناسخ للأول، فقال بإمامة المستعلى فسموا المهدوية (المستعلية) (1) ثم بإمامة ابنه المنصور الآمر بأحكام الله، ثم بإمامة أخي المنصور هذا عبد المجيد الحافظ لدين الله، ثم بإمامة ابنه أبي المنصور محمد الظافر بأمر الله، ثم بإمامة ابنه أبي القاسم الفائز بنصر الله، ثم بإمامة ابنه محمد العاضد لدين الله، وقد خرج على هذا أمراء الشام واستولوا عليه فسجنوه حتى مات وما بقي بعده أحد من أولاد المهدي داعياً للإمامة، وبعضهم تمسك بالنص الأول وألغى الثاني فقال بإمامة نزار ويقال للقائلين بذلك (النزارية) وقد يقال لهم (الصباحية) و(الحميرية) نسبة للحسن ابن صباح الحميري حيث قام بالدعوة لطفل سماه الهادي زاعماً أنه ابن نزار، فهو الإمام عندهم بعد أبيه، ثم ابنه الحسن، وزعم هذا أنه يجوز للإمام أن يفعل ما شاء، وأن يسقط التكاليف الشرعية. وقد قال لأصحابه: أنه أوحى إليّ أن أسقط عنكم التكاليف الشرعية، وأبيح لكم المحرمات، بشرط أن لا تنازعوا بينكم ولا تعصوا إمامكم، ثم ابنه محمد وكان متخلقاً بأخلاق أبيه وكذا ابنه علاء الدين محمد، وأما ابنه جلال الدين حسن ابن محمد بن الحسن فقد كان متصلباً في الإسلام منكراً مذهب آبائه حسن الأخلاق آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر. وأما ابنه علاء الدين فقد صار ملحداً بعد أبيه الحسن، وكذا ابنه ركن الدين، وقد ظهر في زمن هذا جنكيزخان فحرب مملكته وكان إذ ذاك بالري وتحصن في قلعة الموت من قلاع طبرستان، ولم يتم له ذلك، بل كان آخر أمره من اتباع جنكيزخان، وقد انطلق معه جين عاد إلى وطنه فمات في الطريق، ثم خرج ابنه الملقب نفسه بجديد الدولة ن فلما سمع به ملوك التاتار فرقوا جمعه فاختفى في قرى طبرستان حتى مات، فلم يبق من أولاده أحد مدعياً الإمامة، وهذه الفرقة هي الرابعة والعشرون وكان ظهور المهدوية الجامعة للفرقتين سنة مائتين وتسع وتسعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الخامسة والعشرون: الأفطحية:</b> ويقال لها العمارية أيضاً لأنهم كانوا أصحاب عبد الله بن عمار وهم قائلون بإمامة عبد الله الأفطح أي عريض الرجلين ابن جعفر الصادق شقيق إسماعيل معتقدين موته ورجعته إذ لم يترك ولداً حتى ترسل سلسلة الامامة في نسله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السادسة والعشرون: المفضلية:</b> أصحاب مفضل بن عمرو ويقال لهم القطعية أيضاً لأنهم قاطعون بإمامة موسى الكاظم، قاطعون بموته.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>السابعة والعشرون: الممطورية:</b> وهم قائلون بإمامة موسى معتقدون أنه حي وأنه المهدي الموعود، متمسكين يقول الأمير كرم الله تعالى وجهه: سابعهم قائمهم سمي صاحب التوراة. وقيل لهم: (ممطورية) لقول يونس بن عبد الرحمن رئيس القطعية لهم اثناء مناظرة وقعت بينهما (أنتم أهون عندنا من الكلاب الممطورة) أي المبلولة بالمطر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثامنة والعشرون: الموسوية:</b> يقطعون بإمامة موسى، ويترددون في موته وحياته ولذا لا يرسلون سلسلة الإمامة بعده في أولاده.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>التاسعة والعشرون: الرجعية:</b> وهم قائلون بإمامة موسى أيضاً لكنهم يقولون بموته ورجعته، وهذه الفرق الثلاث يقال لها (الواقفية) أيضاً لوقفهم الإمامة على موسى الكاظم وعدم إرسالها في أولاده.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثلاثون: الإسحاقية:</b> يعتقدون بإمامة إسحاق بن جعفر، وكان في العلم والتقوى على جانب عظيم، وقد روى عنه ثقات المحدثين من أهل السنة كسفيان بن عيينة وغيره.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادية والثلاثون: الأحمدية:</b> يقولون بإمامة أحمد بن موسى الكاظم بعد وفاة أبيه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثانية والثلاثون: الاثني عشرية:</b> وهذه في المتبادرة عند الإطلاق من لفظ الإمامية وهم قائلون بإمامة على الرضا بعد أبيه موسى الكاظم، ثم بإمامة ابنه محمد التقى المعروف بالجواد، ثم بإمامة ابنه على التقى المعروف بالهادي، ثم بإمامة ابنه الحسن العسكري ثم بإمامة ابنه محمد المهدي معتقدين أنه المهدي المنتظر، ولم يختلفوا في ترتيب الإمامة على هذا الوجه. نعم اختلفوا في وقت غيبة المهدي وعامها وسنة يوم غاب، بل قال بعضهم بموته وأنه سيرجع إلى الدنيا إذا عم الجور وفشا، والعياذ بالله تعالى من الجور بعد الكور، وقد ظهرت هذه الفرقة سنة مائتين وخمس وخمسين، وهي قائلة بالبداء (1) ولذا تراها تنادى بأعلى صوت عند زيارة روضة موسى الكاظم: أنت الذي بدا الله فيه، يعنون ما كان بزعمهم من نصب أخيه إسماعيل إماماً بعد أبيه وموته من قبل أن ينال الإمامة ونصب أبيه إياه إماماً، وكأنهم تبعوا في ذلك البداية (2) وأنهم قالوا بالبداء بمعنى وقالت البدائية به بمعنى آخر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من مكايدهم أنهم ينسبون بعض الكتب لكبار علماء السنة مشتملة على مطاعن في الصحابة وبطلان مذهب أهل السنة مثل كتاب (سر العالمين) فقد نسبوه إلى الإمام محمد الغزالي عليه الرحمة وشحنوه بالهذيان، وذكروا في خطبته عن لسان ذلك الإمام وصيته بكتمان هذا السر وحفظ هذه الأمانة، وما ذكر في هذا الكتاب فهو عقيدتي، وما ذكر في غيره فهو للمداهنة. فقد يلتبس ذلك على بعض القاصرين. نسأل الله عز وجل العصمة من مثل هذا الزلل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يذكرون أحد علماء المعتزلة أو الزيدية أو نحو ذلك ويقولون إنه من متعصبي أهل السنة، ثم ينقلون عنه ما يدل على بطلان مذهب أهل السنة وتأييد مذهب الإمامية الاثني عشرية ترويحاً لضلالهم، كالزمخشري صاحب الكشاف الذى كان معتزلياً تفضيلياً، والأخطب الخوارزمي فإنه زيدي غال، وابن قتيبة صاحب المعارف الذى هورافضي عنيد (1)، وابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة الذى هومن الغلاة على قول (2) ومن المعتزلة على قول آخر، وهشام الكلبي الذى هومن الغلاة، وكذلك المسعودى صاحب مروج الذهب، وأبو الفرج الإصفهاني صاحب كتاب الأغاني وغيرهم، وقصدوا بذلك إلزام أهل السنة بما لهم من الأقوال، مع أن حالهم لا تخفى حتى على الأطفال.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يقولون: نحن أتباع أهل البيت الذين قال تعالى فيهم: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}</font> (3) وغير الشيعة تابعون لغير أهل البيت، فلزم كون الشيعة هي الفرقة الناجية، ويؤكدون ذلك بقوله: (أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) والجواب أن هذا كلام قد أختلط فيه الحق بالباطل، والرائج من القول بالعاطل، فإنا نسلم أن أتباع أهل البيت ناجون وان مقلديهم هم المصيبون، ولكن أين الشيعة الطغاة، من أولئك السادات الكفر والضلال، فهيهات هيهات، قد فات عنهم ما فات، بل الحق الحقيق بالقبول، وأن أهل السنة هم أتباع بيت الرسول، وهم السالكون طريقتهم، والمجيبون دعوتهم، والأئمة الأطهار، كانوا على ما عليه أهل السنة الأخيار، كيف لا وأبو حنيفة ومالك وغيرهما من العلماء الأعلام، قد أخذوا العلم عن أولئك الأئمة العظام، والحمد لله تعالى على ذلك الأنعام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> (1) وهو غير ابن قتيبة السني كما تقدم في الصفحة السابقة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2) انظر ما تقدم عنه في ص 9 وهوامشها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3) هذه الآية من سورة الأحزاب نزلت في نساء النبي، وفي مقدمتهن عائشة أو المؤمنين رضي الله عنها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يؤلفون في الفقه كتاباً وينسبونه إلى أحد أئمة أهل السنة، ويذكرون فيه بعض المفتريات مما يوجب الطعن على أهل السنة، كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به لعموم قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{أو ما ملكت أيمانكم}</font> وقد فات ذلك على صاحب (الهداية) فنسب حل المتعة إلى الإمام مالك، مع أنه كذب وبهتان، بل قيل إنه يوجب الحد عليها بخلاف الأئمة الثلاثة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يزيدون بعض الأبيات في شعر أحد الأئمة أهل السنة مما يؤدي بتشيعه، كما فعلوا في ديوان حافظ الشيرازي وديوان مولانا الرومي والشيخ شمس الدين تبريزي قدس سرهم، وقد ألحق بعض الشيعة المتقدمين بما نسب للإمام الشافعي من الأبيات الثلاثة السابقة (1) التي أولها:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يا راكبا قف بالمحصب من منى*** واهتف بساكن خيفها والناهض</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثلاثة أبيات أخرى تشعر بتشيعه وحاشاه وهي هذه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ووصية وبنيه لست بباغض *** ولاء أهل البيت لست بناقض</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قدمتموه على علي ما رضى *** قف ثم نادى بأنني لمحمد</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أخبرهم أني من النفر الذي *** وقل ابن أدريس بتقديم الذي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والفرق بين تلك الثلاثة وهذه مما لا يخفى على صغار المتعلمين، إذ هذه الثلاثة في غاية من الركاكة فلا يتصور صدورها عن مثل ذلك الإمام البليغ الذي له اليد الطولى في الغربية، وقد نسبوا له أيضاً أبياتاً آخر غير التي ذكرناها سابقاً مثل قولهم:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسبطاه والسجاد والباقر المجدي *** وفلذته والعسكريان والمهدي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">شفيعي نبيي والبتول وحيدر *** وجعفر والثاوي ببغداد والرضا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا يخفى بطلان نسبة ذلك إلى ذلك الإمام على من تصفح كتب التواريخ، لأن ولادة الإمام على بن محمد التقى كانت سنة أربع عشرة ومائتين وولادة الإمام حسن العسكرى بعد ذلك بزمن طويل، ووفاة الإمام الشافعي سنة أربع ومائتين في عهد المأمون العباسى. نعم إن الإمام الشافعي قد ذكر فضائل من ادركه من أئمة أهل البيت، وهكذا شأن جميع علماء أهل السنة ولله</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">--------------------------------</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1(في ص 8. تعالى الحمد كما سبق(1).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم في أنه قال: (لا تسأل شيعة على يوم القيامة عن صغيرة ولا كبيرة، بل تبدل سيئاتهم بالحسنات) وأنه قال: (قال الله تعالى: لا أعذب أحداً والى علياً وإن عصاني) فاغتر بهذا بعض الجهال فهاموا في أودية الضلال، مع أنه قال تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}</font> فقد كذبوا على النبي المختار، فليتبوؤوا مقعدهم من النار.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يقولون: إن فضائل أهل البيت وما روى في إمامة الأمير متفق عليه عند الفريقين، بخلاف فضائل الخلفاء الثلاثة فهي مختلف فيها، فينبغي للعاقل أن يختار ما أتفق عليه بموجب (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). والجواب أن شبهتهم هذه كشبهة اليهود والنصارى في قولهم: (إن نبوة موسى وعيسى متفق عليها عند الفريقين، بخلاف نبوة محمد). والذي يزيل هذه الشبهة هو أن الأخذ بالمتفق عليه وترك المختلف فيه إنما يكون بمقتضى العقل لو لم يوجد دليل آخر، فإن وجد فلا التفات للاتفاق والاختلاف. على أن هذه الشبهة تتقلب عليه ويعود وبالها وبلاؤها على رءوسهم، كيف لا وقد تقرر عندهم من القواعد أن الروايتين عن الأئمة إن وافقت أحداهما العامة دون الأخرى فالتمسك إنما هو بالمخالفة ولو كانت ضعيفة، وهذا مصرح به في أصولهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات ما هو برئ منه ويحرفون ما ورد عنه، فمن ذلك (نهج البلاغة) الذي ألفه الرضى وقيل أخوة المرتضى، فقد وقع فيه تحريف كثير وأسقط كثير من العبارات حتى لا يكون به متمسك لأهل السنة، مع أن ذلك أمر ظاهر، بل مثل الشمس زاهر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم ينظمون بعض الأبيات على لسان اليهود أو النصارى مما يؤذن تحقيقه مذهب التشيع، فمن ذلك ما ينسبونه إلى أبن فضلون اليهودي:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وما لسواه في الخلافة مطمع</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">تقدم، بل فيه الفضائل أجمع</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لما كنت إلا مسلماً أتشيع</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">على أمير المؤمنين عزيمة</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">له النسب العالي وإسلامه الذي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولو كنت أهوى ملة غير ملتي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">------------------------------</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1) ومن هذا الباب إضافتهم إلى أبيات قليلة للفرزدق في الإمام زين العابدين أبياتاً من وزنها ورويها بعضها للحزين الكناني في عبد الله بن عبدالملك بن مروان وهي في حماسة أبي تمام (2: 284) ، وبعضها في نقد الشعر لقدامة (19 و27) وبعضها في مدح بعض نبي مروان أيضاً أوردها الجاحظ في كتاب الحيوان (3: 152 ساسي) وفي أول الجزء الثالث من البيان والتبيين. وأنظر الأغاني 14: 76 -79 بولاق. أما الأبيات الفرزدق في زين العابدين فهي ستة لا غير في ديوانه الذي أملاه محمد بن حبيب وطبع بالفوتوغراف في مونخن بألمانيا سنة 19. وقد، بسطت القول فيه بمقال مطول في جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية بعنوان (طائرات في أسراب غير أسرابها).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكذا ينسبون إليه هذه الأبيات:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">حب على في الورى جنة فامح بها يارب أوزارى</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أن ذمياً نوى حبه حصن في النار من النار</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إلى غير ذلك، وسيأتي منه إن شاء الله في آخر الكتاب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكائدهم أنهم يقولون: إن الشيعة أمنون من عذاب يوم القيامة ودخول النار وكل ما في القرآن من الوعيد فهو لغيرهم. ولا يخفى أن عقيدتهم هذه تشبه عقيدة اليهود حيق قالوا: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، نحن أبناء الله وأحباؤه}</font>، ويردهم قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{من يعمل سوءاً يجز به}</font> وغير ذلك من الآيات والأحاديث المتفق على صحتها عند الفريقين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكائدهم أنهم يقولون: إن أهل السنة يختارون مذهب أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد ويؤثرونه على مذهب الأئمة الأطهار مع أنهم أحق بالأتباع، لأنهم تربوا في حجر النبي، وأهل البيت أدرى بما فيه، وأن النبي قال: (إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بها لن تضلوا بعد بكتاب الله وعترتي أهل بيتي)، وقال: (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) ولأن كمالهم وعلمهم وتقواهم من المتفق عليه عند الفريقين، فهم بالاتباع أحق، وبالاقتداء أليق، والجواب أن الإمام نائب النبي وخليفة لا صاحب المذهب، لأن المذهب طريق الذهاب الذى فتح على بعض الأمة فهم أحكام الشريعة من أصولها، ولذا احتمل الصواب والخطأ، والإمام عندكم معصوم عن الخطأ كالنبي فلا يتصور نسبة المذهب إليه، ومن ثم كان نسبة المذهب إلى الله تعالى والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام من فضول الكلام، ومعدوداً من جملة الأوهام. بل فقهاء الصحابة رضى الله تعالى عنهم أفضل عند أهل السنة من الأئمة الأربعة، ومع ذلك لا يعدونهم أصحاب مذاهب، بل إنما يجعلون أقوالهم وأفعالهم مدارك الفقه ودلائل الحكام، وواسطة في أخذ شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام. على أن أهل السنة هم المقتدون بالأئمة الأطهار، فإن أئمة مذاهبهم قد أخذوا العلم من اولئك الأخيار، فرتبتهم عند أهل السنة رتبة النبي والأصحاب الكبار، ولكن لا ينسبون أنفسهم إليهم، ولا يدعون أخذ العلم عنهم كما هو حالهم مع الصحابة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وتحقيق هذا المطلب أن منصب الإمام إصلاح العالم في أمر المعاش والمعاد كما هو شأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالأئمة في زمنهم اشتغلوا في ألهم من بيان ما يحصل به الشفاء من الأمراض النفسانية ورفع المهلكات، وأحالوا الأحكام الشرعية إلى تلاميذهم وأصحابهم. فتوجهوا إلى إقامة تلك الأحكام، كما توجه الأئمة إلى العبادات والرياضات وتصفية القلوب وتعيين الأذكار وتعليم الأدعية وتهذيب الأخلاق، وإرشادهم إلى المعارف الإلهية بأخذها من كلام الله تعالى وكلام رسوله ، ولهذا نقل عنهم دقائق علم الطريقة وغوامض أسرار الحقيقة، ويشير حديث الثقلين إلى ذلك، لأن كتاب الله تعالى يكفى في تعليم ظاهر الشريعة، ولا حاجة لمن له معرفة بالأصول والفقه في فهم الأحكام الشرعية منه إلى إرشاد إمام، وإنما الحاجة إليه لتعليم الأسرار الإلهية، ولهذا لم نر أحداً منهم صنف كتاباً في أصول أو فروع باتفاق الفريقين، بل انتشرت روايات المسائل والأحكام عنهم في اصحابهم وصارت قواعد الاستنباط مهجورة فلابد لها من يجمعها ويحرزها ويمهد قواعد الاجتهاد ومراسمه، والشيعة وإن كانوا يدعون ظاهراً أتباع الأئمة ولكنهم في الحقيقة يقلدون في المسائل غير المنصوصة عن الأئمة علماءهم ومجتهديهم كابن عقيل والسيد المرتضى والشيخ الشهيد ويأخذون بأقوالهم ولو كانت مخالفة للروايات الصحيحة عن الأئمة كما سيأتي إن شاء الله تعالى من ذلك في المسائل الفقهية. فإذا جاز عندهم تقليد مجتهديهم فيما يخالف الروايات الثابتة عن الأئمة فأي محذور يلزم من الأصول والقواعد ولا محذور في كثير من المسائل، ومع ذلك فهما من أتباعه، وما قاله ابن الأثير الجزري صاحب (جامع الأصول) أن الإمام على الرضا كان مجدداً لمذهب الإمامية في القرن الثالث فمراده أن الإمامية يوصلون إليه مذهبهم المدون في ذلك القرن ويعلمونه مأخذ مذهبهم، كما ان ابن مسعود من الصحابة وعلقمة من التابعين كانا بانيين لمذهب أبي حنيفة، وأن نافعاً والزهري من التابعين وابن عمر من الصحابة كانوا بانين لمذهب مالك، مع أن ما ذكره ابن الأثير بناه على زعم الإمامية ومعتقدهم بناء على ما صرح به من أنه يذكر مجددي كل مذهب على زعم أصحابه ومعتقدهم والله تعالى أعلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(ومن مكائدهم أنهم يذكرون في كتب التواريخ حكايات موضوعة وخرافات شنيعة مما يؤيد عقائدهم الفاسدة ويروج مذاهبهم الكاسدة، فمن ذلك حكاية حليمة السعدية مرضعة النبي حيث قالوا: إنها قدمت على الحجاج الثقفي في العراق فقال لها الحجاج: جاء بك الله إلى وقد كنت (أردت أن أكلفك بالحضور لأنتقم منك. فسألته حليمة عن السبب، فقال: سمعت أنك تفضلين علياً على أبي بكر وعمر، فأطرقت رأسها ساعة ثم رفعته وقالت: أيها الحجاج، والله إني لا أفضله على أبي بكر وعمر وحدهما إذ أي كمال وفضلهما!؟ بل أفضله على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، فأشتد إذ ذاك غضب الحجاج وقال: لئن لم تثبتي هذه الدعوى لأقطعنك إرباً إرباً لتكوني عبرة لمن يعتبر. فقالت حليمة: أصغ إلى مقالتي واسمع دليلي وحجتي. فقال لها الحجاج: فيم تفضلين علياً على آدم وقد خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه وأسكنه الجنة وأمر الملائكة بالسجود له وكرمه بأنواع الكرامات؟ فقالت حليمة بما قال الله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وعصى آدم ربه فغوى}</font> وقد وصف علياً وأثنى عليه في سورة (المائدة) بقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إنما وليكم الله ورسوله}</font>، ولم يسبقه أحد بالتصديق في الصلاة حيث أعطي الفقير خاتمة وهو فيها. فقال الحجاج: صدقت، فبأي دليل تفضلين علياً على نوح؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقالت: لأن زوجة علي فاطمة البتول سيدة نساء العالمين بضعة خير الخلق أجمعين زوجت تحت سدرة المنتهى بشهادة الملائكة المكرمين وإخبار الروح الأمين، وزوجة نوح كانت كافرة كما نطق به القرآن! فقال الحجاج: بما تفضلين علياً على إبراهيم خليل الرحمن؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقالت: إن إبراهيم قال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{رب أرني كيف تحيي الموتى* قال أولم تؤمن* قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}</font> وقال على رءوس الأشهاد: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم قالت سمعت رسول الله وكان جالساً وحوله المؤمنون والمنافقون فقال: أيها المؤمنون قد وضع لي المنبر ليلة أسرى بي فجلست عليه وجاء أبي إبراهيم فصعد المنبر وجلس عليه دون درجة واحدة من مجلسى، وجاء الأنبياء الآخرون أيضاً وسلموا على، حتى جيء بابن عمى علي ابن أبي طالب راكباً على ناقة من نوق الحنة وفي يده لواء الحمد وكان حوله جماعة وجوههم كالبدر مشرقة منورة فسألني إبراهيم عن هذا الفتى أهومن النبيين؟ قلت: ما هو نبي بل هو ابن عمي علي بن أبي طالب، فسأل إبراهيم: من هؤلاء القوم الحافون من حوله؟ قلت: أولئك شيعته ومحبوه. فدعا إبراهيم حينئذ: رب اجعلني من شيعة علي، يدلك على ذلك قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وإن من شيعته لإبراهيم* إذ جاء ربه بقلب سليم}</font> فقال الحجاج: صدقت. فبم تفضلينه على سليمان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقالت حليمة: إن سليمان طلب من ربه الملك والجاه والدنيا حيث قال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، إنك أنت الوهاب}</font> والأمير قد طلق الدنيا حيث قال: إليك عني يا دنيا، طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها، حبلك على غاربك، غرى غيرى، ولا حاجة لي فيك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الحجاج: صدقت، فيم تفضلينه على موسى؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقالت: إن موسى قد فر من مصر إلى مدين خوفاً من فرعون، قال تعالى: (فخرج منها خائفاً يترقب) والأمير قد رقد ليلة الهجرة على فراش رسول الله بقلب مطمئن، ولوكان معه شيء من الخوف لما نام، فقال: صدقت، ففيم تفضلينه على عيسى؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقالت: إن عيسى يحبس يوم الحشر في موقف الحساب فيسأله الله تعالى: هل إنه كان السبب في اتخاذ إله غير الله وعبادة غيره سبحانه ليعتذر حينئذ بما يعتذر؟ يدل على ذلك قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ءأنت قلت للناس أتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي به علم وإن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب* ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المائدة: ال آية117،116]</font>، والأمير لما قالت السبئية إنه إله غضب عليهم وأجلاهم وهددهم حتى أشتهر في مشارق الأرض ومغاربها وأظهر منهم البراءة فقال: الحجاج: صدقت، وأمر لها بألف دينار وقرر لها وظيفة في كل سنة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم قالت يا حجاج استمع نكتة لطيفة أخرى، وابن مريم لما أخذها المخاض وقد كانت في بيت المقدس أمرها الله تعالى بخروجها عنه إلى الصحراء ووضع حملها تحت جذع النخلة كي لا يتلوث بيت المقدس بنفاسها، ولما أخذ المخاض أمير المؤمنين فاطمة بنت أسد أوحي إليها الله: أدخلي في الكعبة وشرفي بيتي بولادة هذا المولود الشريف، فأنصف الآن، من الأفضل والأشرف من هذين المولودين؟ فدعا الحجاج لحليمة بالخير، وودعها معززة محترمة). انتهت هذه الحكاية المكذوبة والقصة الأعجوبة. ولا يخفى ما فيها من بطلان حتى على الصبيان، حيث إن حليمة كما لا يخفى على من تصفح كتب التواريخ والسير لم تدرك زمن الخلفاء الراشدين، بل قد اختلف المؤرخون في كونها أدركت زمن البعثة وآمنت بالنبي)، وأيضاً أن الحجاج مشهور بسفك الدماء ظلماً ولا سيما أهل البيت ومن له تعلق بهم لأنه كان من النواصب المظهرين لعداوة الأمير كرم الله تعالى وجهه وذريته الطاهرين رضي الله تعالى عنهم، ولذا قتل كثيراً من علماء أهل السنة بسبب محبتهم لأولئك الكرام، وقد أهان كثيراً من الصحابة الكرام وأهان أنس بن خادم رسول الله، ولا يتمكن أحد من الحضور لديه من غير أن يطلي حضوره، فعلى فرض أن حليمة أدركت زمنه كيف يمكنها الوصول إليه حتى تشد الرحال للحضور بين يديه؟ ومع ذلك لم ينقل عن أحد رجوع ذلك الظالم عن بغض الأمير الذي يرى ذلك سبباً لنيله الجاه الخطير. ثم إنا إذا رجعنا إلى ما نسبوه إلى حليمة من الشبهات، وهاتيك الدلائل الواهيات، وجدناها كسراب بقيمة، لا يخفى ما فيها من الأمور الشنيعة، وذلك من وجوه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> <b>أما أولاً</b>: فلأن تفضيل الأمير على الأنبياء، ولا سيما على أولى العزم خلاف ما عليه العقلاء من سائر ملل الأنام فضلاً عن ملة الإسلام، فإن المولى لا يصل إلى مرتبة النبي في كل شريعة من الشرائع، ونصوص الكتاب تنادى على تفضيل الأنبياء على جميع خلق الله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما ثانياً:</b> فإن تلك الاحتجاجات مبنية على ملاحظة مناقب الامير مع زلات الأنبياء، ولو لوحظت مع كمالاتهم ومناقبهم لخفيت على الناظرين، وغابت عن أعين المبصرين، ويلزم عليهم أن الأمير بل وأبا ذر وعماراً وسلمان وغيرهم من الصحابة الكرام أفضل من النبي عليه الصلاة والسلام إذا نظر ما ورد في حقهم من الآيات المشعرة بمدحهم مع ما ورد من معاتباته عليه الصلاة والسلام في عدة مواضع، ولا يقول ذلك عاقل فضلاً عن فاضل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما ثالثاً:</b> فلأن آدم أبو البشر وأصل لنوع الإنسان، فكل ما يحصل لأولاده من الفضائل والأعمال الصالحة فهي عائدة إليه، نعم إن بعض أولى العزم كنبينا ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، فضلوا عليه لخصوصيات أكرمهم الله تعالى بها ذكرها سبحانه في كتابه العزيز وخطابه الوجيز.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما رابعاً:</b> فلأن الأزواج لا دخل لهن في المفاضلة، لأن الأمور العارضة لا دخل لها في الفضل الذاتي والكمال الحقيقى، وإنما المناط الأمور الذاتية والصفات الحقيقية، فتفضيل زوجة علي كرم الله تعالى وجهه على زوجة نوح عليه الصلاة والسلام غير مستلزم لتفضيل علي عليه. ألا ترى أن زوجة فرعون كانت أفضل من زوجة نوح ولوط، وكذا زوجة الأمير أفضل من أزواج النبي، ولا قائل بالتفضيل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما خامساً:</b> فلآن حديث (لوكشف لي الغطاء ما أزددت يقيناً) موضوع لا أصل له في كتب الحديث الصحيحة عند الفريقين. وعلى فرض تسليم صحته فهو غير مفيد للتفضيل أيضاً لأن معناه: لو رفعت الأحجبة وسبحات الجلال عن وجه الواجب جل شأنه لا أزداد على اليقين الحاصل لي بوجوده وصفاته الكاملة بملاحظة الآيات على وحدانيته وكمال قدرته وإحاطة علمه. والخليل كان أعلى كعباً من الأمير في ذلك. وفي تفسير هذه الآية. فراجعه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما سادساً:</b> فلأن عروج الأمير غير ثابت في كتبهم الصحيحة، بل الثابت خلافة، فقد روى ابن بابويه القمي في كتاب (المعراج) في ضمن حديث طويل عن أبي ذر أن ملائكة السماء قالوا للنبي: إذا رجعت إلى الأرض فأقرأ على علي منا السلام. وقال أيضاً في الكتاب المذكور: والصحيح أن أمير المؤمنين ما كان ليلة المعراج مع النبي بل كان في الأرض، ولكن ارتفعت الأحجبة عن بصره فرأى وهو في الأرض ما رآه النبي وهو في السماء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما سابعاً:</b> فلأن الأمير كان يعلم أنه صبي، وعداوة الكفار له ليست بالذات فلا طمع لهم في قتله ومع ذلك فقد أخبره النبي أن الكفار لن يضروه، فزيادة إيمانه بذلك القول كانت سبباً لاطمئنانه، بخلاف موسى فإنه ما كان له شيء من ذلك، بل كان الغالب على ظنه حسب العادة أن فرعون يقتله بدل القبطي إذا رآه، وأنه أحس بمشاورة رؤساء القبط على قتله بإخبار العدول ولم يوح إليه ما يزيل خوفه، ولما تكفل له جل شأنه من مكر فرعون ذهب إليه وقال ما قال مما تعجز عنه الأبطال، وأقام مع ذلك الكافر أربعين عاماً في بلدة واحدة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>أما ثامناً:</b> فلأن سليمان كما صرح به المرتضى في كتابه (تنزيه الأنبياء والأئمة) إنما طلب ذلك الملك ليكون معجزة على نبوته، وشرط المعجزة ألا يكون للغير قدرة عليها، ولأنه يمكن أن يكون الله تعالى قد أخبره بان حصول ذلك الملك له يكون أصلح في الدين بكثرة الطاعات والمبرات وفعل الخيرات، وإذا كان الأمر كذلك فلا منقصة ولا محذور على سليمان، ولا مزيه عليه للأمير في تطليقه الدنيا على أن طلب على أن طلب الملك لا ينافي التطليق ألا ترى إلى الأمير كرم الله وجهه أنه طلب الخلافة بعد ذلك وسعى لها سعيها حتى وقعت حروب كثيرة بسبب ذلك لأن مثل هؤلاء الرجال إنما يطلبون المال والملك للجهاد في الدين وقتال الأعداء سبحانه وقصد استئصالهم وترويج أحكام الشريعة فإن ترك الدنيا مطلقاً ليس بمحمود في الدين المحمدي ولوكان على إطلاقه موجباً للتفضيل يلزم أن يكون الرهبان وأمثالهم أفضل من سليمان ويوسف عليهما السلام معاذ الله تعالى من ذلك وأما تاسعاً فلأن تعزير الأمير للغالين في محبته لا يوجب تفضيله على عيسى لأن المغالين في محبة الأمير كرم الله تعالى وجهه قد أظهروا الكفر والفسوق بمرأى منه ومسمع فتمكن من الانتقام منهم فعمل ما عمل به وغلاة عيسى الذين كانوا قائلين بالتثليث ظهروا بعد أن رفع إلى السماء ولا إشكال في قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}</font> لأنه قد رد عليهم ما زعموه ووبخهم غاية التوبيخ على ما اعتقدوه ومن أين لهم أن عيسى يسأل والأمير كرم الله تعالى وجهه لا يسأل وقد قال تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي أم هم ضلوا السبيل}</font> فيجيبون الله تعالى على ما يدل عليه قوله سبحانه: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء}</font> ولا يلحقهم نقص من ذلك السؤال إذ القصد تبكيت الكفرة وإلزام أهل الضلال. وقد سأل سبحانه الملائكة مثل ذلك مع أنهم معصومون ليسوا بمحل للعتاب، قال تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما عاشراً:</b> فلأن ما ذكر في ولادة عيسى غلط محض وكذب صريح لأن الأصح أن مولده بيت لحم وفلسطين وقيل مصر وقيل دمشق ولم يقل أحد المؤرخين إن مريم قد جاءها المخاض في المسجد الأقصى ولئن سلم ذلك فمن أين علم أنها أخرجت بالوحى؟ بل إنها لما حملت بعيسى من غير أب كرهت إظهار الولادة منفردة ولذا تمنت الموت كما قال تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً}</font> وأما القول بأنه قد أوحى إلى فاطمة بنت أسد بأن تضع في الكعبة فقول يضحك الثكلى وتضع منه الحبلى والصحيح في ذلك أن عادة الجاهلية أن يفتح باب الكعبة في البوم الخامس عشر من رجب ويدخلون جميعهم للزيارة وكانت العادة أن النساء يدخلن قبل الرجال بيوم أو يومين وقد كانت فاطمة قريبة الوضع فاتفق أن ولدت هناك لما أصابها من شدة المزاحمة والمجاذبة وقد ورد في كتب الشيعة أن أبا طالب لما يئس من ولادتها لما زادت المدة المعلومة لما عراها من المرض أدخلها الكعبة للاستشفاء فرحمها الله تعالى بالولادة فيها ورووا عن زين العابدين أنه قال: (أخبرتني زيدة بنت عجلان الساعدية عن أم عمارة بنت عباد الساعدية أنها قالت: كنت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبوطالب كئيباً فقلت له: ما شأنك؟ قال إن فاطمة بنت أسد في شدة من الطلق وإنها لا تضع ثم إنه أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعبة فدخل بها وقال: اجلسي على اسم الله فجلست وطلقت طلقة فولدت غلاماً نظيفاً فسماه أبوطالب علياً انتهى. على أن ولادة الأمير في الكعبة لو أوجبت تفضيله على عيسى لأوجبت تفضيله على النبي ولا قائل بذلك من الفريقين ولأوجبت تفضيل حكيم بن حزام بن خويلد ابن أخي أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها على سائر الأنبياء إذ قد ولد في الكعبة أيضاً وبطلان ذلك غير خفي على أحد والله يبدي الحق ويهدي إلى سواء السبيل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكائدهم أنهم يقولون: أهل السنة رووا في كتبهم الصحيحة ما يزري بشأن النبي من تركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الغيرة حيث يروون عن عائشة أنها قالت: (رأيت رسول الله يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون بالدرق والحراب يوم العيد). فإن في هذه الرواية إراءة اللعب وتقرير الحبشة عليها في المسجد ونظر زوجة الرسول إلى غير المحارم وأن أهل السنة يروون أن رسول الله قال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«أتعجبون من غيرة سعد وأنا أغير منه والله أغير منى»</font>، وأدنى الناس لا يرضى برؤية زوجته إلى الأجانب ونظرها إلى لعبهم ولهوهم فضلاً عن سيد الكونين والجواب أن هذه القصة وقعت قبل نزول آية الحجاب، وكان النساء من أمهات المؤمنين وغيرهن يخرجن إذ ذاك بلا حجاب ويخدمن الأزواج ولو بحضور الأجانب باتفاق الفريقين حتى روى أن فاطمة رضي الله تعالى كانت تغسل الجراح التي أصابته عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد بمحضر سهل وجماعة من الصحابة والشيء قبل تحريمه لا يكون فعله موجباً للطعن فقد صح عند الفريقين أن سيد الشهداء حمزة وأبا طلحة الأنصاري وجماعة من الصحابة شربوا الخمر قبل تحريمها وسكروا ووقع بينهم ما وقع ورآهم رسول الله على تلك الحالة وسكت ولم ينكر عليهم. وأيضاً أن عائشة رضي الله تعالى عنها إذ ذاك صبية غير مكلفة فلو نظر مثلها إلى لهو فأي محذور؟ ولا سيما إذا كانت متسترة وأيضاً أن لهو الحبشة ولعبهم كان لتعلم الحرب والقتال حتى روى أن الملائكة يحضرون مثل هذا اللعب فالنظر إليه ليس بحرام. وأما ما نقل من زجر عمر بن الخطاب الحبشة عن ذلك لما ظن أن فعل ذلك بحضور النبي عليه الصلاة والسلام من سوء الأدب ولهذا قال له: (دعهم يا عمر) امتنع عن الإنكار. والعجب من الشيعة أنهم يعدون أمثال ذلك من قلة الغيرة والعياذ بالله تعالى وهم يرون عن الأئمة المعصومين وأهل البيت الطاهرين حكايات تقشعر منها جلود المؤمنين وتمجها أسماع المسلمين فقد ثبت في كتبهم الصحيحة أن أبا عبدالله قال لأصحابه وشيعته: (إن خدمة جوارينا لنا، وفروجهن لكم حلال) وذكر مقداد صاحب كنز العرفان الذي هو أجل المفسرين عندهم في تفسير قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}</font>، أن لوط النبي أراد بذلك الإتيان من غير الطريق المعهود بين الناس فياويلهم من هذا الافتراء وسحقاً لهم بسبب هذه المقالة الشنعاء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يقولون: إن أهل السنة يجوزون اللعب بالشطرنج مع أن كل لعب ولهو مذموم في الشرع. الجواب أن الأئمة الثلاثة أعني أبا حنيفة ومالكاً وأحمد كلهم قائلون بحرمته مطلقاً ويروون آثاراً على حرمته وللإمام الشافعي فيه قولان: قول أنه مكروه بشرط أن لا يؤخر الصلاة عن الوقت المستحب ولا تترك السنن والآداب لأجله وأن لا يكون اللعب على شيء وأن لا يفوت ما يجب من خدمة الوالدين وتفقد أحوال العيال وعيادة المرضى واتباع الجنائز وأن لا يقع في اللعب نزاع وجدال وأيمان كاذبة وأن لا يكون ما يلعب به مصوراً بصور الحيوانات فإن فقد شيء من هذه الشروط فهو حراماً قطعاً فمن أصر علة فعله مع حرمته فقد ارتكب الكبيرة. والقول الثاني أنه حرام كما عليه الجمهور وقد صح عن الشافعي أن رجع كما نص عليه الغزالي ولكن في شروح المنهاج وفتح الوهاب والأنوار وفتح المعين وغيرهما الفتوى على القول الأولى من كونه مكروهاً بالشروط وحراماً بفقد شرط منها. على أن لو سلمنا أن أهل السنة يجوزون اللعب به فهومن القسم المباح، إذ فيه تشحيذ الذهن، وتعليم بمخادعات الحرب وطرق الاحتراز عن مكايد الأعداء، فحكمه حكم الملاعب المباحة كالمسابقة بالخيل ورمي السهام، ونحو ذلك. والله أعلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن مكايدهم أنهم يقولون إن أهل السنة يجوزون التغني، مع أنه قد ورد النهي عنه في أحاديث كثيرة. الجواب أن هذا محض افتراء، وكلام أشبه شيء بالهراء. فإن الغناء عند جميع أهل السنة حرام، قال سيد الطائفة جنيد البغدادي قدس سره: إنه بطالة. وقال الشيخ المرزوقي الفاسي: السماع حرام كالميتة، اللهم إلا إذا كان فيه تشويق إلى العبادة وترغيب إلى الطاعة وترهيب عن النيران، وعذاب الله تعالى فهو جائز عند البعض، وإن أردت تحقيق الحق في هذا المقام فأرجع إلى (روح المعاني) تفسير جدنا روح الله تعالى روحه عند الكلام على قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وإذا رأوا تجارة أولهوا أنفضوا إليها}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الجمعة]</font>. فإنك ترى فيه ما يروي الغليل ويشفى العليل، على أن الشيخ المقتول من الشيعة ذكر في كتاب (الدروس) أنه يجوز الغناء بشروطه في العرس، وتلك الشروط هي أن يكون المسمع امرأة، وأن يكون شعراً في الهجاء. كذا في (شرح القواعد). وهذا مما يقضى منه العجب ويزيد الطرب، وقد طعنوا أنفسهم وأصابهم سهمهم، وكفى الله المؤمنين والحمد لله سبحانه في كل حين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومكايدهم لا تحصى ولا تعد، ولا ترسم ولا تحد. والذي ذكرناه عشر من معشار وقطرة من بحار. وقد تركت كثيراً مما ذكر في أصل الكتاب، استغناء بذكر ذلك في بقية الأبواب.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع فيصل نور</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">
</font>
</p>