أسئلة حول الإمامة
والخلافة قادت شباب الشيعة إلى الحق
سؤال: كيف
رضي علي رضي الله عنه بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟
الجواب: وهذا
يلزم منه أن عليًّا غير معصوم، حيث إنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن؛ إقرارًا
منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو
أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد
خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما، وعدم الرضا بخلافتهما! فنقع في حيرة من
أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه، أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
سؤال: كيف
يستعفي علي رضي الله عنه من الخلافة وهي فرض عليه؟
الجواب: يروي
صاحب كتاب (نهج البلاغة) - وهو كتاب معتمد عند الشيعة - أن عليًّا رضي الله عنه استعفى
من الخلافة وقال: «دعوني والتمسوا غيري»!(1) وهذا يدل على بطلان مذهب
الشيعة؛ إذ كيف يستعفي منها، وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم - عندكم
- كان يطالب به أبا بكر كما تزعمون؟!
سؤال: كيف يدعي
الأئمة معرفة الغيب ولا يستطيعون حماية أنفسهم من القتل؟
الجواب: ذكر
الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا
باختيار منهم»(2)، ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثًا
يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولًا أو مسمومًا»(3)؛ فإذا كان الإمام
يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن
كان مسمومًا علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحرًا؛ لأنه يعلم أن
الطعام مسموم! فيكون قاتلًا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
سؤال: كيف
يتنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية مع قوته، ويقاتل الحسين يزيداً مع ضعفه فأيهما
المصيب؟
الجواب: لقد
تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه وسالمه، في وقت كان يجتمع
عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال. وفي المقابل خرج أخوه الحسين رضي
الله عنه على يزيد في قلة من أصحابه، في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة.
فلا يخلو أن يكون
أحدهما مصيبًا والآخر مخطئًا؛ لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب حقًا؛
كان خروج الحسين مجردًا من القوة مع تمكنه من المسالمة خطأ، وإن كان خروج الحسين مع
ضعفه حقًا؛ كان تنازل الحسن مع قوته خطأ!
وهذا يضع الشيعة
في موقف لا يحسدون عليه؛ لأنهم إن قالوا: إنهما جميعًا على حق، جمعوا بين
النقيضين، وهذا القول يهدم أصولهم، وإن قالوا ببطلان فعل الحسن لزمهم أن يقولوا
ببطلان إمامته، وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته؛ لأنه أوصى إليه، والإمام
المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله حسب مذهبهم.
وإن قالوا ببطلان
فعل الحسين، لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته وعصمته، وبطلان إمامته وعصمته يبطل
إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته؛ لأنه أصل إمامتهم، وعن طريقه تسلسلت الإمامة،
وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه!
سؤال: لماذا
كانت الإمامة في ولد الحسين دون الحسن رضي الله عنهما؟
الجواب: من
المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي رضي الله عنه، وأمه فاطمة رضي الله
عنها، وهو من أهل الكساء(4) ومن
الأئمة المعصومين عند الشيعة، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا
انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين رضي
الله عنه ؟!! فأبوهما واحد وأمهما واحدة، وكلاهما
سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة، هي: أنه قبله وأكبر منه سنًا، وهو بكر
أبيه؟
سؤال: كيف
لم يعترض أحد من الصحابة على خلافة أبي بكر وهم قد شهدوا غدير خم؟
الجواب: إذا
كانت الشيعة تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف الصحابة وأنهم قد سمعوا جميعًا
الوصية بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة؛
فلماذا لم يأت واحد من آلاف الصحابة ويغضب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا حتى
عمار بن ياسر، ولا المقداد بن عمرو، ولا سلمان الفارسي رضي الله عنهم فيقول: يا
أبا بكر! لماذا تغصب الخلافة من علي وأنت تعرف ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم
في غدير خم؟!
سؤال: لماذا
لم يتكلم علي رضي الله عنه عندما طلب الرسول أن يكتب كتاباً قبل وفاته؟
الجواب: لماذا
لم يتكلم علي رضي الله عنه عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أن يكتب
لهم كتابًا لن يضلوا بعده أبدًا، وهو الشجاع الذي لا يخشى إلا الله؟! وهو يعلم أن
الساكت عن الحق شيطان أخرس!!
سؤال: لماذا
بايع علي رضي الله عنه الخلفاء الثلاثة مع علمه أنه هو الخليفة؟
الجواب: إذا
كان علي رضي الله عنه يعلم أنه خليفة من الله منصوص عليه،
فلماذا بايع أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهما؟!
فإن قلتم: إنه كان
عاجزًا، فالعاجز لا يصلح للإمامة؛ لأنها لا تكون إلا للقادر على أعبائها.
وإن قلتم: كان
مستطيعًا ولكنه لم يفعل، فهذه خيانة، والخائن لا يصلح إمامًا! ولا يؤتمن على
الرعية.
وحاشاه من كل ذلك.
فما جوابكم إن كان
لكم جواب صحيح..؟
سؤال: كيف
اصطحب النبي أبا بكر في هجرته وترك علياً في فراشه معرضاً للخطر وهو الخليفة؟
الجواب: اصطحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبا بكر في هجرته واستبقاه حيًا، وبالمقابل
عرّض علي بن أبي طالب رضي الله عنه للموت والهلاك على فراشه... فلو كان عليٌّ
إمامًا وصيًّا وخليفة منصوبًا، فهل يُعَرض للهلاك ويُسْتبقى أبو بكر، وهو لو مات
فلا ضرر على الإمامة ولا سلسلة الإمامة من موته... وهنا السؤال: أيهما أولى أن
يبقى حيًا لا تمسه شوكة أو يطرح على فراش الموت والهلاك...؟
وإن قلتم: إنه -
أي عليًّا - يعلم الغيب، فأي فضل له في المبيت؟!
سؤال: كيف
يرضى علي رضي الله عنه أن يدع الناس في ضلال وأبو بكر يقاتل المرتدين على عقال
بعير؟
الجواب: لماذا
قاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين، وقال: لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه لرسول
الله لقاتلتهم عليه، بينما يقول الشيعة بأن عليًا رضي الله عنه لم يخرج المصحف
الذي كتبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يرتد الناس!! وقد كان هو
الخليفة، وله من الصفات والتأييد الإلهي كما يدعي الشيعة، ومع هذا يرفض أن يُخرج
المصحف خوفًا من ارتداد الناس، ويرضى أن يدع الناس في الضلال، وأبو بكر يقاتل
المرتدين على عقال بعير!!
سؤال: أين
ذهبت شجاعة علي رضي الله عنه حين لم يطالب بحقه؟
الجواب: لقد
أجمع أهل السنة والجماعة، والشيعة بجميع فرقهم؛ على أن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه شجاع لا يشق له غبار، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم، وهذه الشجاعة لم تنقطع
لحظة واحدة من بداية حياته حتى قتل على يد ابن ملجم، والشيعة -كما هو معلوم-
يعلنون أن علي ابن أبي طالب هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل.
فهل توقفت شجاعة
علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى بايع أبا بكر الصديق رضي
الله عنه؟!
ثم بايع بعده
مباشرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!
ثم بايع بعده
مباشرة ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!
وهل عجز رضي الله
عنه -وحاشاه من ذلك- أن يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في
خلافة أحد الثلاثة ويعلنها مدوية، بأن الخلافة قد اغتصبت منه؟! وأنه هو الأحق بها؛
لأنه الوصي؟!
لماذا لم يفعل هذا
ويطالب بحقه وهو من هو شجاعة وإقدامًا؟! ومعه كثير من المناصرين المحبين؟!
سؤال: كيف
يولد الأئمة من أفخاذ أمهاتهم ويولد محمد صلى الله عليه وسلم من رحم أمه؟
الجواب: يعتقد
الشيعة أن الأئمة تحملهم أمهاتهم في الجنب، ويولدون من الفخذ الأيمن!!(5)
أليس محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأشرف البشر، حمل في بطن أمه وخرج
من رحمها؟!
سؤال: لماذا
حرم عبد الله بن جعفر الإمامة بعد شقيقه إسماعيل؟
الجواب: لقد
كان عبد الله بن جعفر الصادق شقيقًا لإسماعيل بن جعفر الصادق، وأمهما هي: فاطمة
بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنها.
فهما - حسب
مفهومكم - سيدان حسينيان من الطرفين.
فلماذا حُرم السيد
عبد الله بن جعفر الإمامة بعد شقيقه إسماعيل الذي مات في حياة والده؟!
سؤال: لماذا
لا تذكر فاطمة رضي الله عنها ضمن الأئمة وهي من أهل الكساء؟
الجواب: عندما
يريد الشيعة إثبات إمامة الاثني عشر؛ يستدلون بحديث الكساء.
والسؤال: لقد ذكرت
فاطمة رضي الله عنها في حديث الكساء بالنص، فلماذا تستبعد عن الإمامة، ولا تذكر
ضمن أئمة الشيعة؟!
سؤال: بماذا
أتم الله نوره، بنشر الإسلام أم بولاية آل البيت؟
الجواب: يروي
الشيعة عن أبي الحسن في قوله تعالى: (يُرِيدُونَ ليطفِئُوا نُورَ اللَّهِ
بِأَفْوَاهِهِمْ) «يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين»، (والله متم نوره) [الصف:
۸] يقول: «والله متم الإمامة، والإمامة هي النور»، وذلك قول الله : (فَامِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالنُّورِ الَّذِي أنزَلْنَا) [التغابن : ۸] قال: «النور
والله»: الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة(6) .
والسؤال: هل أتم
الله نوره بنشر الإسلام أم بإعطاء الولاية والوصاية والخلافة لأهل البيت؟
سؤال: أين
إتمام النور بولاية الأئمة المعصومين؟
الجواب: لقد
وجدنا اثنين فقط من الأئمة - حسب مفهومكم - توليا الخلافة: عليًّا وابنه الحسن رضي
الله عنهما! فأين إتمام النور ببقية العشرة؟!
سؤال: هل
الإمامة أصل للإيمان وأين ذكرها في القرآن والسنة؟
الجواب: إنّ
الإيمان بكوْن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، يحصل به
مقصود الإمامة، في حياته وبعد مماته، فمن ثبت عنده أنّ محمدًا عليه الصلاة والسلام
رسول الله، وأنّ طاعته واجبة، واجتهد في طاعته بحسب الإمكان، إن قيل: بأنه يدخل
الجنة فقد استغنى عن مسألة الإمامة؛ ولم يلزمه طاعة سوى الرسول عليه الصلاة
والسلام، وإن قيل: لا يدخل الجنة إلا باتباعه الإمام كان هذا خلاف نصوص القرآن
الكريم.
فإنه سبحانه وتعالى أوجب الجنة لمن أطاع الله ورسوله في غير موضع من
القرآن، ولم يعلق دخول الجنة بطاعة إمام أو إيمان به أصلًا؛ كمثل قوله تعالى: {وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ
عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}[النساء:69]،
وقوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيم}[النساء:13].
فلو كانت الإمامة
أصلًا للإيمان أو الكفر، أو هي أعظم أركان الدين التي لا يقبل الله عمل العبد إلا
بها كما تقول الشيعة؛ لذكر الله U الإمامة في تلك
الآيات وأكّد عليها؛ لعلمه بحصول الخلاف فيها بعد ذلك، ولا أظن أحدًا سيأتي ليقول
لنا بأنّ الإمامة في الآيات مذكورة ضمنًا تحت طاعة الله وطاعة الرسول؛ لأنّ في هذا
تعسفًا في التفسير، بل يكفي بيانًا لبطلان ذلك أن نقول بأنّ طاعة الرسول في حد
ذاتها هي طاعة للرب الذي أرسله، ومع ذلك لم يكتف الله U بذكر طاعته وحده سبحانه، وجعل طاعة الرسول مندرجة تحت طاعته، بل أفردها
لكي يؤكد على ركنين مهمين في عقيدة الإسلام: (طاعة الله، وطاعة الرسول).
وإنما وجب ذكر
طاعة الرسول بعد طاعة الله كشرط لدخول الجنة؛ لأنّ الرسول مبلّغ عن الله، ولأن
طاعته طاعة لمن أرسله أيضًا، ولأنه لم يثبت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
جانب التبليغ عن الله؛ فإنّ الله عز وجل علّق الفلاح والفوز بالجنان بطاعة رسوله
والتزام أمره، دون أمر الآخرين.
سؤال: الذين
لم يسمعوا بولاية علي رضي الله عنه هل إسلامهم ناقص؟
الجواب: إن
قلتم: نعم. قلنا: لو كان كذلك، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتصحيح
إسلامهم وتبيين أمر الإمامة لهم، ولم نجده فعل ذلك صلى الله عليه وسلم.
وإن قلتم: لا،
قلنا: يلزمكم أن الإمامة ليست من أركان الدين.
- حقائق حول إمامة
علي رضي الله عنه وموقفه من معاوية رضي الله عنه:
ورد في كتاب (نهج البلاغة) الذي تقدره الشيعة ما يلي:
(ومن كتاب له عليه
السلام إلى معاوية:
«إنه بايعني القوم
الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار
ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمَّوه
إمامًا كان ذلك لله رضًا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج
منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى.
ولعمري يا معاوية
لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة
عنه، إلا أن تتجنى؛ فتجن ما بدا لك. والسلام»(7).
ففي هذا دليل على:
(1)- أن الإمام
يُختار من قبل المهاجرين والأنصار، فليس له أي علاقة بركن الإمامة عند الشيعة!
(2)- أن عليًّا قد
بويع بنفس الطريقة التي بويع بها أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
(3)- أن الشورى
للمهاجرين والأنصار، وهذ يدل على فضلهم ودرجتهم العالية عند الله، وهذا يعارض
ويخالف الصورة التي يعكسها الشيعة عنهم.
(4)- أن قبول
المهاجرين والأنصار ورضاهم ومبايعتهم لإمام لهم يكون من رضا الله، فليس هناك
اغتصاب لحق الإمامة كما يدعي الشيعة، وإلا فكيف يرضى الله عن ذلك الأمر؟!
(5)- أن الشيعة
يلعنون معاوية رضي الله عنه، ولم نجد عليًا رضي الله عنه يلعنه في رسائله!
- الحسين لا يعلم
الغيب بدليل ما جرى له.
طالما ردد الشيعة في كتبهم في حكاياتهم عن
الحسين رضي الله عنه، أنه مات عطشانا في المعركة، ولذلك تراهم يكتبون على مخازن
المياه العبارة التالية: (اشرب الماء وتذكر عطش الحسين)!
والسؤال: ما دام
الأئمة حسب مفهوم الشيعة يعلمون الغيب:
ألم يكن باستطاعة
الحسين أن يعلم حاجته إلى الماء أثناء القتال، وأنه سوف يموت عطشًا، وبهذا يستطيع
أن يجمع كمية من الماء كافية للمعركة؟!
ثم: أليس توفير
المياه أثناء القتال يدخل في باب الأخذ بالأسباب؟! والله يقول:
{وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ
اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ
إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُون} [الأنفال:60].
سؤال: كيف ينفع علي
رضي الله عنه غيره بعد موته وهو لم ينفع نفسه في حياته؟
الجواب: إذا كان
لعلي وولديه رضوان الله عليهم كل تلك الخوارق التي ترويها كتب الشيعة، وهم
ينفعونهم الآن وهم أموات - كما يزعمون - فلماذا لم ينفعوا أنفسهم وهم أحياء؟!
فقد وجدنا عليًا رضي
الله عنه لم يستقر له أمر الخلافة، ثم مات مقتولًا، ووجدنا الحسن رضي الله عنه كذلك
يضطر للتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، ووجدنا الحسين رضي الله عنه يتعرض
للتضييق ثم للقتل، ولم يحصل له مبتغاه.. وهكذا من بعدهم!
فأين تلك الخوارق
التي كانت عندهم؟!
- إلزام الشيعة
بقضية قتال علي رضي الله عنه على الخلافة.
يدعي الشيعة: أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله
عنهم، كان قصدهم الرياسة والملك، فظلموا غيرهم بالولاية، فيقال لهم: هؤلاء لم
يقاتلوا مسلمًا على الولاية، وإنما قاتلوا المرتدين والكفار، وهم الذين كسروا كسرى
وقيصر، وفتحوا بلاد فارس وأقاموا الإسلام، وأعزوا الإيمان وأهله، وأذلوا الكفر
وأهله، وعثمان -وهو دون أبي بكر وعمر في المنزلة- طلب الثوار قتله وهو في ولايته،
فلم يقاتل المسلمين، ولا قتل مسلمًا على ولايته وخلافته.
فإذا جوّز الشيعة
على هؤلاء أنهم كانوا ظالمين في ولايتهم وأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، لزمهم
أن يقولوا مثل ذلك في علي رضي الله عنه!!
- تناقض الشيعة في
قضية النص على إمامة علي رضي الله عنه.
يدعي الشيعة أن النص على إمامة علي رضي الله عنه
واستحقاقه الخلافة، ثابت في القرآن ولكن الصحابة كتموه.
وهذه دعوى باطلة؛ لأننا وجدنا الصحابة رضي الله
عنهم لم يكتموا الأحاديث التي يستشهد بها الشيعة على إمامة علي؛ مثل حديث: «أنت
مني بمنزلة هارون من موسى» وغيره من الأحاديث المشابهة، فلماذا لم يكتموها أيضًا؟!
سؤال: كيف
يقدسون أئمتهم أكثر من الله؟
الجواب: يعتقد
الشيعة عقيدة (البداء)، ثم يدعون أن أئمتهم يعلمون الغيب! فهل الأئمة أعظم من
الله؟!
سؤال: كيف
تقوم الحجة بالأئمة وهم يستخدمون التقية؟
الجواب: يقال
للشيعة: أنتم تقولون بأنَّه لا يصح خلو الزمان من قائم لله بالحجَّة وهو الإمام،
فإذا كانت التقية - عندكم - تسعة أعشار الدين، وهي له سائغة، بل مندوبة، بل منقبة
وفضيلة؛ إذ إنه أتقى الناس، فكيف تتمُّ الحجة به على الخلق؟!
سؤال: إذا
كانت معرفة الإمامة شرطاً في الإيمان فكيف بمن مات قبل اكتمال الأئمة؟
الجواب: يزعم
الشيعة أن معرفة الأئمة شرط لصحة الإيمان، فما قولهم فيمن مات قبل اكتمال الأئمة
الاثني عشر؟! وما الجواب إذا كان الميت إمامًا؟
وبعض أئمتكم لم
يكن يعرف من هو الإمام بعده! فكيف جعلتم ذلك شرطًا للإيمان؟!
سؤال: كيف
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بآل البيت والإمامة فيهم؟
الجواب: يروي
صاحب «نهج البلاغة»؛ أن عليًا لما بلغه ادعاء الأنصار أن الإمامة فيهم قال: «فهلا
احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصّى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز
عن مسيئهم؟ قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم؟ قال: لو كانت الإمامة فيهم لم تكن
الوصية بهم»(8)، فيقال للشيعة: وأيضًا فقد أوصى صلى الله عليه وسلم بأهل
البيت في قوله: «أذكركم الله في أهل بيتي» فلو كانت الإمامة حقًا خاصًا لهم دون
غيرهم لم تكن الوصية بهم؟!
سؤال: إلزام
للشيعة في رفضهم لإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق.
الجواب: ذهبت
فرقة «الخطابية» من الشيعة، إلى أن الإمام بعد جعفر الصادق هو ابنه إسماعيل، فرد
عليهم علماء الشيعة بأن «إسماعيل مات قبل أبي عبد الله عليه السلام، والميت لا
يكون خليفة الحي..» (9) إلخ.
- نقض استدلال
الشيعة لإمامة الاثني عشر.
يحتج الشيعة على ثبوت الإمامة لأئمتهم الاثني
عشر بحديث: «لا يزال الأمر عزيزًا إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش»، وفي رواية:
«يكون اثنا عشر أميرًا»، وفي رواية: «لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وليهم اثنا عشر
رجلًا»(10).
فيقال: الحديث
برواياته صريح في أن هؤلاء الاثني عشر يكونون «خلفاء» و«أمراء» على الناس، ومعلوم
أن أئمة الشيعة لم يتول منهم الخلافة والإمارة سوى علي وابنه الحسن رضي الله عنهما؛
فالحديث في وادٍ والشيعة في وادٍ آخر! ولم تُسمِّ الروايات هؤلاء الخلفاء ولا
واحدًا منهم...!
سؤال: هل
أخطأ علي رضي الله عنه في بيعته لأبي بكر رضي الله عنه أم أخطأ في تأخره عنها؟
الجواب: يقول
ابن حزم عن علي رضي الله عنه -ملزمًا الشيعة- بأنه: «بايع أبا بكر بعد ستة شهور
تأخر فيها عن بيعته، وهذا لا يخلو ضرره من أحد وجهين: إما أن يكون مصيبًا في
تأخره؛ فقد أخطأ إذ بايع، أو يكون مصيبًا في بيعته؛ فقد أخطأ إذ تأخر عنها»(11)!
سؤال: ما
هو الفرق بين الأئمة والأنبياء عند الشيعة؟
الجواب: لا
يذكر الشيعة فرقًا كبيرًا بين الأنبياء والأئمة، حتى قال شيخهم المجلسي عن الأئمة:
«ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء، ولا يصل إلى عقولنا
فرق بين النبوة والإمامة»(12).
والسؤال: ما أهمية
عقيدة ختم النبوة إذًا؟! إذا كانت الوظائف والخصائص التي اختص بها الأنبياء دون
الناس من عصمة، وتبليغ عن الله، ومعجزات وغيرها لم تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء محمد
صلى الله عليه وسلم، بل امتدت من بعده متمثلة باثني عشر رجلًا؟!
سؤال: ما
هو اللطف الذي حصل للمسلمين باختفاء الإمام الثاني عشر؟
الجواب: يزعم
الشيعة أن وجوب نصب الأئمة يرجع إلى قاعدة «اللطف»، والعجيب أن إمامهم الثاني عشر
اختفى وهو صبي ولم يخرج إلى اليوم! فأي «لطف»، لحقَ المسلمين من جراء نصبه
إمامًا؟!
سؤال: ما
هي أدلة تأييد الله لأئمة الشيعة؟
الجواب: يدعي
الشيعة أن أئمتهم معصومون، وقد ورد بالاتفاق ما يناقض هذا، فخذ على سبيل المثال:
أ - كان الحسن بن
علي يخالف أباه عليًا في خروجه لمحاربة المطالبين بدم عثمان رضي الله عنهم؛ فلا شك
أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ. وكلاهما إمامان معصومان عند الشيعة!
ب - خالف الحسين
بن علي أخاه الحسن رضي الله عنهما في قضية الصلح مع معاوية رضي الله عنه؛ ولا شك
أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ، وكلاهما إمامان معصومان عند الشيعة!
ج - بل روت بعض
كتب الشيعة عن علي رضي الله عنه قوله: «لا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل،
فإني لست آمن أن أخطئ»(13).
سؤال: كيف
يميز الشيعة التقية من عدمها في كلام جعفر الصادق؟
الجواب: تضارب
الأقوال المنقولة عن جعفر الصادق في مسائل عديدة؛ فلا تكاد تجد مسألة فقهية
-مثلًا- إلا وله فيها قولان أو أكثر متناقضة؛ فمثلًا: البئر التي وقعت فيها نجاسة،
قال مرة: هي بحر لا ينجسه شيء، وقال مرة: إنها تنـزح كلها، وقال مرة: ينـزح منها
سبعة دلاء أو ستة.
ولما سئل أحد
علماء الشيعة عن كيفية المخرج في مثل هذا التناقض والتضارب، قال: يجتهد المجتهد
بين هذه الأقوال ويرجّح واحدًا، أما الأقوال الأخرى فيحملها على أنها «تقية»! فقيل
له: ولو اجتهد مجتهد آخر ورجّح قولًا غير الذي رجّحه المجتهد الأول، فماذا يقول في
الأقوال الأخرى؟ قال: نفس الشيء يقول بأنها تقية! فقيل له: إذًا ضاع مذهب جعفر
الصادق!! لأنه ما من مسألة تنسب له إلا ويحتمل أن تكون تقية؛ إذ لا علامة تميز بين
ما هو للتقية وما هو لغيره!
سؤال: كيف
تصح إمامة محمد بن علي وهو لم يبلغ بعد عند وفاة والده؟
الجواب: يزعم
الشيعة أن الإمام لا يكون إلا بالغًا(14)، ثم تناقضوا فادعوا إمامة
محمد بن علي الملقب «بالجواد»؛ وهو لم يبلغ الحلم عند وفاة والده علي «الرضا».
- تناقض الشيعة في
شروط الإمامة.
وضع الشيعة عدة شروط للإمام: منها أن يكون أكبر
أبناء أبيه، وأن لا يغسله إلا الإمام، وأن درع الرسول صلى الله عليه وسلم يستوي
عليه، وأن يكون أعلم الناس، وأن لا تصيبه جنابة ولا يحتلم، وأن يعلم الغيب…إلخ.
ولكنهم وقعوا في
حرج - فيما بعد - بهذه الشروط!! لأننا وجدنا أن بعض الأئمة لم يكن أكبر إخوته؛
كموسى الكاظم، والحسن العسكري، وبعضهم لم يغسله إمام، كعلي الرضا الذي لم يغسله
ابنه محمد الجواد؛ حيث لم يكن يتجاوز الثامنة من عمره آنذاك، وكذلك موسى الكاظم لم
يغسله ابنه علي الرضا لغيابه عنه آنذاك، بل الحسين بن علي رضي الله عنه لم يغسله
ابنه علي زين العابدين، لملازمته الفراش، ولحيلولة عساكر ابن زياد دون ذلك.
وبعضهم لا يستوي
عليه درع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مثل محمد الجواد الذي لم يتجاوز الثامنة
عند وفاة أبيه، وكذلك ابنه علي بن محمد مات عنه وهو صغير.
وبعضهم لم يكن
أعلم الناس؛ كمن كان صبيًا، وبعضهم جاء النص -في أخبار الشيعة- بأنه يحتلم وتصيبه
الجنابة؛ كعلي وابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهم؛ حيث رووا أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قال: «لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد، إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن
والحسين»(15).
وأما علم الغيب:
فهذه كذبة لا تستحق الرد، وإلا لما وجدنا بعضهم يموت مسمومًا
- كما يقولون-؟!
- اختلاف الشيعة
في النص على الأئمة.
يدعي الشيعة أن الإمام يجب أن يكون منصوصًا
عليه؛ ولو كان الأمر كذلك ما وجدنا كثرة الاختلافات بين فرقهم في أمر الإمامة، فكل
فرقة تدعي «النص» في إمامها! فما الذي يجعل هذه الفرقة أولى من تلك؟! فالكيسانية
مثلًا تدعي أن الإمام بعد علي عليه السلام هو ابنه «محمد ابن الحنفية»، وهكذا.
سؤال: لو
كان الحسين رضي الله عنه يعلم الغيب فلم سار إلى الكوفة وتسبب فيما جرى؟
الجواب: يذكر
الشيعة في كتبهم أن مسير الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة، ثم خذلانهم له
وقتله، كان سببًا في ردة الناس إلا ثلاثة. إذًا: لو كان يعلم المستقبل -كما
يزعمون- لما سار إليهم.
- الشيعة يعتمدون
على ما جاء عن أئمتهم لا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يدعي الشيعة أنهم يعتمدون في الأحاديث «على ما
صح من طريق أهل البيت»(16)، وهذا فيه تمويه وخداع؛ لأنهم يعدون الواحد
من أئمتهم الاثني عشر كالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فقوله كقول
الله ورسوله، ولذلك يندر وجود أقوال للرسول في مدوناتهم؛ حيث اكتفوا بما جاء عن
أئمتهم.
أيضًا: ليس بصحيح
أنهم يعتمدون على ما جاء عن طريق أهل البيت (كلهم)؛ إنما ما جاء عن طريق أئمتهم
فقط، فهم لا يعتدون بذرية الحسن رضي الله عنه مثلًا.
سؤال: كيف
يكون من مات ولم يعرف المنتظر كافراً وأبوه قد أمر بحجب خبره؟
الجواب: يروي
الشيعة أن الحسن العسكري والد إمامهم المنتظر، قد أمر بحجب خبر «المنتظر» إلا عن
الثقات، ثم يتناقضون فيزعمون أن من لم يعرف الإمام، فإنما يعرف ويعبد غير الله!
وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق(17)!
- إلزام للشيعة في
قضية اتباعهم لأئمتهم.
قال الله تبارك وتعالى: {اتَّبِعُواْ
مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء
قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون}[الأعراف:3]، فهذا
نص في إبطال اتباع أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الحاجة إلى فرض
الإمامة لينفذ الإمام عهود الله تعالى الواردة إلينا، لا لأن يأتي للناس بما لا
يعرفون من الدين الذي أتاهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وجدنا عليًا رضي
الله عنه إذ دعي إلى التحاكم إلى القرآن أجاب، وأخبر بأن التحاكم إلى القرآن حق؛
فإن كان عليّ أصاب في ذلك فهو قولنا، وإن كان أجاب إلى الباطل فهذه غير صفته رضي
الله عنه، ولو كان التحاكم إلى القرآن لا يجوز بحضرة الإمام، لقال علي رضي الله
عنه حينئذ: كيف تطلبون تحكيم القرآن، وأنا الإمام المبلغ عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟
فإن قالوا: إذ مات
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلابد من إمام يبلغ الدين.
قلنا: هذا باطل،
ودعوى بلا برهان، وقول لا دليل على صحته، وإنما الذي يحتاج إليه أهل الأرض من رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيانه وتبليغه فقط، سواء في ذلك من كان بحضرته، ومن غاب
عنه، ومن جاء بعده؛ إذ ليس في شخصه صلى الله عليه وسلم إذا لم يتكلم بيان عن شيء
من الدين، فالمراد منه صلى الله عليه وسلم كلام باق أبدًا، مبلَّغ إلى كل من في
الأرض.
وأيضًا: فلو كان
ما قالوا من الحاجة إلى إمام موجود إلى الأبد، لكان منتقدا ذلك عليهم بمن كان
غائبًا عن حضرة الإمام في أقطار الأرض؛ إذ لا سبيل إلى أن يشاهد الإمام جميع أهل
الأرض الذين في المشرق والمغرب؛ من فقير وضعيف، وامرأة ومريض، ومشغول بمعاشه الذي
يضيع إن أغفله، فلابد من التبليغ.
فإذ لابد من
التبليغ عن الإمام، فالتبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع من
التبليغ عمن هو دونه، وهذا ما لا انفكاك لهم منه(18).
- عدم أخذ الشيعة
بطعن أئمتهم في بعض الرواة:
لقد جاءت روايات بأسانيد ثابتة وصحيحة لدى
الشيعة، تذم وتلعن مجموعة من الكذابين الذين قام الدين الشيعي على رواياتهم؛ تذمهم
بأعيانهم، فلم يقبل شيوخ الشيعة الذم الوارد فيهم؛ لأنهم لو قبلوا ذلك لأصبحوا من
أهل السنة، وتخلوا عن شذوذهم، لذلك فزعوا إلى التقية لمواجهة هذا الذم، وهذا ليس
له تفسير إلا أنه رد لقول الإمام من وجه خفي، وإذا كان منكر نص الإمام كافرًا في
المذهب الشيعي، فهم خرجوا بهذا عن الدين رأسًا!
وقد اعترف محمد
رضا المظفر -وهو من شيوخهم وآياتهم المعاصرين- بأن جلَّ رواتهم قد ورد فيهم الذم
من الأئمة، ونقلت ذلك كتب الشيعة نفسها؛ قال وهو يتحدث عما جاء في هشام بن سالم
الجواليقي من ذم: «وجاءت فيه مطاعن، كما جاءت في غيره من أجلة أنصار أهل البيت
وأصحابهم الثقات، والجواب عنها عامة مفهوم»(19) أي العلة المعروفة
السائرة عندهم وهي التقية، ثم قال: «وكيف يصح في أمثال هؤلاء الأعاظم قدح؟ وهل قام
دين الحق وظهر أمر أهل البيت إلا بصوارم حججهم» (20).
فلاحظ ماذا يصنع
التعصب بأهله: يدافعون عن هؤلاء الذين ورد ذمهم عن أئمة أهل البيت، ويردون النصوص
المروية عن علماء أهل البيت في الطعن فيهم والتحذير منهم، والتي تنقلها كتب الشيعة
نفسها، فكأنهم بهذا يُكذِّبون أهل البيت، بل يصدقون ما يقوله هؤلاء الأفاكون؛ حيث
زعموا أن ذم الأئمة لهم جاء على سبيل التقية، فهم لا يتبعون أهل البيت في أقوالهم
التي تتفق مع نقل الأمة، بل يقتفون أثر أعدائهم ويأخذون بأقوالهم، ويفزعون إلى
التقية في رد أقوال الأئمة.
- ادعاء الشيعة
لأئمتهم ما لم يفعلوه.
يقول الشيعة بأن: «الإمامة واجبة؛ لأن الإمام
نائب عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ الشرع الإسلامي، وتسيير المسلمين على
طريقه القويم، وفي حفظ وحراسة الأحكام عن الزيادة والنقصان» (21)، ويقولون
بأنه: «لابد من إمام منصوب من الله تعالى، وحاجة العالم داعية إليه، ولا مفسدة
فيه؛ فيجب نصبه...» (22)، وأن الإمامة: «إنما وجبت لأنها لطف.. وإنما
كانت لطفًا؛ لأن الناس إذا كان لهم رئيس مطاع مرشد، يردع الظالم عن ظلمه، ويحملهم
على الخير، ويردعهم عن الشر، كانوا أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد، وهو اللطف» (23).
فيقال لهم: إن
أئمتكم الاثني عشر -غير علي رضي الله عنه لم يملكوا الرئاسة العامة في أمور الدين
والدنيا، ولم يملكوا ردع الظالم عن ظلمه، وحمل الناس على الخير وردعهم عن الشر!
فكيف تدعون لهم الدعاوى الخيالية التي لم تكن واقعًا أبدًا؟! وهذا لو تأملتموه
ينقض كونهم أئمة - حسب مفهومكم-؛ لأنه لم يحصل منهم اللطف الذي تزعمون.
سؤال: هل
تمتع الأئمة؟
الجواب: هل
تمتع الأئمة؟!
ومن هم أبناؤهم من
المتعة؟!
سؤال: بعض
الفرق الشيعية تنكر بعض الأئمة فلماذا لم يطعنوا فيهم كما طعنوا في الصحابة؟
الجواب: إن
الجريمة التي اقترفها الصحابة عند الشيعة، هي انحرافهم عن ولاية علي رضي الله عنه كما
يدَّعون، وعدم التسليم له بالخلافة، فتصرفهم هذا أسقط عدالتهم عند الشيعة. فما
بالهم لم يفعلوا مثل ذلك مع الفِرَق الشيعية الأخرى الذين أنكروا بعض أئمتهم كـ«الفطحية»
و«الواقفة» وغيرهم؟! بل تجدهم يحتجون برجالهم ويعدلونهم (24)! فلماذا
هذا التناقض؟!
سؤال: كيف
يستخدم الأئمة التقية وهم معصومون؟
الجواب: تتفق
مصادر الشيعة على العمل بالتقية للأئمة وغيرهم - كما سبق - وهي أن يُظهر الإمام
غير ما يُبطن، وقد يقول غير الحق.
ومن يستعمل التقية
لا يكون معصومًا؛ لأنه حتمًا سيكذب، والكذب معصية!
سؤال: لماذا
لم يذكر علي رضي الله عنه أنه الوصي بعد وفاة عمر رضي الله عنه وممن كان يخاف؟
الجواب: لقد
اختار عمر رضي الله عنه ستة أشخاص للشورى بعد وفاته، ثم تنازل ثلاثة منهم، ثم
تنازل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فبقي عثمان وعلي رضي الله عنهما، فلماذا لم
يذكر عليٌّ رضي الله عنه منذ البداية أنه موصىً له بالخلافة؟! هل كان يخاف أحدًا
بعد وفاة عمر رضي الله عنه ؟!
(1) نهج البلاغة،
(ص:136)، وانظر: (ص:366-367) و(ص:322).
(2) انظر: أصول
الكافي للكليني (1/258)، وكتاب: الفصول المهمة للحر العاملي (ص:155).
(3) بحار الأنوار
(43/364).
(4) حديث الكساء
ملخصه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مرة وعليه كساء من شعر أسود، فجاء الحسن
فأدخله في الكساء، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي
فأدخله، ثم تلا: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33] أخرجه
مسلم في فضائل الصحابة.
(5) إثبات الوصية،
المسعودي (ص:196).
(6) الكافي
(1/149).
(7) انظر: كتاب
صفوة شروح نهج البلاغة (ص:593).
(8) نهج البلاغة
(ص:97)، تحقيق: صبحي الصالح.
(9) كمال الدين
وتمام النعمة (ص:105).
(10) أخرجه
البخاري ومسلم.
(11) الفِصَل في
الملل والأهواء والنِّحَل (4/235).
(12) بحار الأنوار
(26/28).
(13) الكافي
(8/256)، وبحار الأنوار (27/253).
(14) انظر: الفصول
المختارة، للمفيد (ص:112-113).
(15) عيون أخبار
الرضا (2/60).
(16) أصل الشيعة
وأصولها؛ لمحمد حسين آل كاشف الغطا (ص:83).
(17) أصول الكافي
(1/181- 184).
(18) الفصل في
الملل والأهواء والنِّحَل (4/159- 160).
(19) الإمام
الصادق، لمحمد الحسين المظفر (ص:178).
(20) الموضع نفسه
من المصدر السابق.
(21) الشيعة في
التاريخ (ص:44- 45).
(22) منهاج
الكرامة (ص:72 - 73).
(23) أعيان الشيعة
(1/2/ص:6).
(24) انظر على
سبيل المثال: رجال الكشي (ص:27، 219، 445، 465)، ورجال النجاشي (ص:28، 53، 76، 86،
95، 139)، وجامع الرواة للأردبيلي (1/413).