رد ابن تيمية على قول الرافضي أن الأنبياء غير معصومين
ابن تيمية
الأحد 15 سبتمبر 2024 م
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt"><span style="font-size: 18px;"><b>رد ابن تيمية على قول الرافضي أن الأنبياء غير معصومين.</b></span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18px;"> </span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt"><span style="font-size: 18px;">قال الرافضي: (وذهب جميع من عدا الإمامية والإسماعيلية
إلى أن الأنبياء والأئمة غير معصومين، فجوزوا بعثة من يجوز عليه الكذب والسهو
والخطأ والسرقة، فأي وثوق </span></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 18px;">يبقى للعامة في أقوالهم، وكيف يحصل الانقياد إليهم، وكيف
يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما يأمرون به خطأ؟ ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد
معين، بل كل من بايع قرشیا انعقدت إمامته عندهم، ووجب طاعته على جميع الخلق إذا
كان مستور الحال، وإن كان على غاية من الكفر والفسوق والنفاق</span><span lang="FA" style="font-size: 18pt;"><span style="font-size: 18px;">).</span></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><b><span lang="FA" style="font-size: 18px;">فيقال</span></b><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">: الكلام على هذا من وجوه :</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><b><span lang="FA" style="font-size: 18px;">أحدها</span></b><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">: أن يقال: ما ذكرته عن الجمهور من
نفي العصمة عن الأنبياء وتجويز الكذب والسرقة والأمر بالخطأ عليهم، كذب على
الجمهور، فإنهم متفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة، ولا يجوز أن
يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين، وكل ما يبلغونه عن الله عز وجل من
الأمر والنهي يجب طاعته فيه باتفاق المسلمين، وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه
بإجماع المسلمين، وما أمروهم به ونهوهم عنه وجبت طاعتهم فيه عند جميع فرق الأمة، إلا
عند طائفة من الخوارج يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم فيما يبلغه عن
الله، لا فيما يأمر هو به وينهى عنه. وهؤلاء ضلال باتفاق أهل السنة والجماعة.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وقد ذكرنا غير مرة أنه إذا كان فى
بعض المسلمين من قال قولا خطأ لم يكن ذلك قدحا في المسلمين، ولو كان كذلك لكان خطأ
الرافضة عيبا في دين المسلمين، فلا يُعرف فى الطوائف أكثر خطأ وكذبا منهم، وذلك لا
يضر المسلمين شيئا، فكذلك لا يضرهم وجود مخطىء آخر غير الرافضة.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وأكثر الناس - أو كثير منهم - لا
يجوزون عليهم الكبائر، والجمهور الذي يجوزون الصغائر - هم ومن يجوز الكبائر ـ
يقولون: إنهم لا يُقرون عليها، بل يحصل لهم بالتوبة منها من المنزلة أعظم مما كان
قبل ذلك، كما تقدم التنبيه عليه.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وبالجملة فليس فى المسلمين من
يقول: إنه يجب طاعة الرسول مع جواز أن يكون أمره خطأ، بل هم متفقون على أن الأمر
الذي يجب طاعته لا يكون إلا صوابا. فقوله: (كيف يجب اتباعهم مع تجويز أن يكون ما
يأمرون به خطأ ؟) قول لا يلزم أحدا من الأمة.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وللناس في تجويز الخطأ عليهم فى
الاجتهاد قولان معروفان. وهم متفقون على أنهم لا يُقرون عليه، وإنما يطاعون فيما
أُقروا عليه، لا فيما غيره الله ونهى عنه، ولم يأمر بالطاعة فيه.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وأما عصمة الأئمة فلم يقل بها -
إلا كما قال ـ الإمامية والإسماعيلية.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">ثم إن هذا ادعى عصمة الأئمة دعوى
لم يقم عليها حجة، إلا ما تقدم من أن الله لم يخل العالم من أئمة معصومين لما فى
ذلك من المصلحة واللطف، ومن المعلوم المتيقن أن هذا المنتظر الغائب المفقود لم
يحصل به شيء من المصلحة واللطف، سواء كان ميتا، كما يقوله الجمهور، أو كان حيا،
كما تظنه الإمامية. وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللطف
الحاصلة من إمام معصوم ذي سلطان، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد
الهجرة، فإنه كان إمام المؤمنين الذي يجب عليهم طاعته، ويحصل بذلك سعادتهم، ولم
يحصل بعده أحد له سلطان تُدعى له العصمة إلا على رضى الله عنه زمن خلافته.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">ومن المعلوم بالضرورة أن حال اللطف
والمصلحة التي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة، أعظم من اللطف والمصلحة
الذي كان في خلافة على زمن القتال والفتنة والافتراق، فإذا لم يوجد من يدعى
الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلا على وحده، وكان مصلحة
المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن
الخلفاء الثلاثة، علم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين
باطل قطعا. </span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وهو من جنس الهدى والإيمان الذي
يُدعى في رجال الغيب بجبل لبنان وغيره من الجبال مثل جبل قاسيون بدمشق، ومغارة
الدم، وجبل الفتح بمصر، ونحو ذلك من الجبال والغيران، فإن هذه المواضع يسكنها الجن
ويكون بها الشياطين، ويتراءون أحيانا لبعض الناس، ويغيبون عن الأبصار فى أكثر
الأوقات، فيظن الجهال أنهم رجال من الإنس، وإنما هم رجال من الجن. كما قال تعالى:
( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجن
فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) [ سورة الجن : ٦ ] .</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">وهؤلاء يؤمن بهم وبمن ينتحلهم من
المشايخ طوائف ضالون، لكن المشايخ الذين ينتحلون رجال الغيب لا يحصل بهم من الفساد
ما يحصل بالذين يدعون الإمام المعصوم، بل المفسدة والشر الحاصل في هؤلاء أكثر،
فإنهم يدعون الدعوة إلى إمام معصوم، ولا يوجد لهم أئمة ذوو سيف يستعينون بهم، إلا
كافر أو فاسق أو منافق أو جاهل"، لا تخرج رؤوسهم عن هذه الأقسام. </span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">والإسماعيلية شر منهم، فإنهم يدعون
إلى الإمام المعصوم، ومنتهى دعوتهم إلى رجال ملاحدة منافقين فسّاق، ومنهم من هو شر
في الباطن من اليهود والنصارى.</span><o:p></o:p></span></p><span style="font-size: 18px;">
</span><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify"><span lang="FA" style="font-size:18.0pt;mso-bidi-language:FA"><span style="font-size: 18px;">فالداعون إلى المعصوم لا يدعون إلى
سلطان معصوم، بل إلى سلطان كفور أو ظلوم. وهذا أمر مشهور يعرفه كل من له خبرة
بأحوالهم. وقد قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولى الأمر منكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) [ سورة النساء : ٥٩ ]،
فأمر الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى الله والرسول، ولو كان للناس معصوم غير
الرسول صلى الله عليه وسلم لأمرهم بالرد إليه، فدل القرآن على أنه لا معصوم إلا
الرسول صلى الله عليه وسلم.</span><o:p></o:p></span></p>