موقع البرهان - أسئلة حول الصحابة قادت شباب الشيعة إلى الحق

<span lang="AR-SA" style="font-size:18.0pt;line-height:107%;font-family:"Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-theme-font:minor-bidi">أسئلة حول الصحابة قادت شباب الشيعة إلى الحق<o:p></o:p> سؤال: ما هي الردة التي خرج بها الصحابة عن الإسلام؟<o:p></o:p> الجواب: يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه. <o:p></o:p> والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته «شيعة إثني عشريّة»، ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة»؟ <o:p></o:p> أم أنهم كانوا - قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم - «أهل سنّة»، ثم «انقلبوا شيعة إثني عشريّة»؟<o:p></o:p> لأن الانقلاب انتقالٌ من حالٍ إلى حال..؟!!<o:p></o:p> سؤال: إذا كان أكثر الصحابة منافقين فلماذا لم يقتلوا القلة المؤمنة؟<o:p></o:p> الجواب: يعتقد الشيعة أن أغلب الصحابة كانوا منافقين وكفارًا إلا قلة قليلة جدًا، فإذا كان الأمر كذلك: فلماذا لم يَنقضَّ هؤلاء الكفار على القلة القليلة التي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم؟! إن قالوا: بأنهم إنما ارتدوا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلا سبعة، فلماذا لم ينقَضُّوا على المسلمين القلة ويرجعوا الأمر كما كان عليه آباؤهم وأجدادهم؟!<o:p></o:p> سؤال: كيف استطاع الصحابة أن يفتحوا البلاد وهم متباغضون كما يقول الشيعة؟<o:p></o:p> الجواب: لو كان مجتمع الصحابة كما يصفه الشيعة مجتمعًا متباغضًا يحسد بعضه بعضًا، ويحاول كلٌ من أفراده الفوز بالخلافة، ومجتمعًا لم يبق على الإيمان من أهله إلا نفر قليل؛ لم نجد الإسلام قد وصل إلى ما وصل إليه من حيث الفتوحات الكثيرة، واعتناق آلاف البشر له في زمن الصحابة رضي الله عنهم؟<o:p></o:p> - أبو بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان والله قد رضي عنهم:<o:p></o:p> لا يستطيع الشيعة أن ينكروا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد بايعا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وأن الله أخبر بأنه قد رضي عنهم وعلم ما في قلوبهم(1)، فكيف يليق بالشيعة بعد هذا أن يكفروا بخبر الله تعالى، ويزعموا خلافه؟! وكأنهم يقولون: (أنت يا رب لا تعلم عنهم ما نعلم!) -والعياذ بالله-.<o:p></o:p> - بعض الأدلة على صحة خلافة أبي بكر:<o:p></o:p> لقد كان الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق؛ والدليل على هذا: <o:p></o:p> (1)- اتفاق الصحابة وإجماعهم على طاعته، وانقيادهم لأوامره ونواهيه، وتركهم الإنكار عليه، ولو لم يكن خليفة حقًا لما تركوا ذلك، ولما أطاعوه، وهم من هم زهدًا وورعًا وديانة، وقد كانت لا تأخذهم في الله لومة لائم.<o:p></o:p> (2)- أن عليًا رضي الله عنه ما خالفه ولا قاتله، ولا يخلو: إما أن يكون تركه لقتاله خوفًا من الفتنة والشر، أو لعجز، أو لعلمه أن الحق مع أبي بكر.<o:p></o:p> ولا يمكن أن يكون تركه لأجل اتقاء الفتنة وخوف الشر؛ لأنه قاتل معاوية رضي الله عنه، وقد قتل في الحرب خلق كثير، وقاتل طلحة والزبير رضي الله عنهما وقاتل عائشة رضي الله عنها حين علم أن الحق له، ولم يترك ذلك خوفًا من الفتنة!<o:p></o:p> ولا يمكن أن يكون عاجزًا؛ لأن الذين نصروه في زمن معاوية كانوا على الإيمان يوم السقيفة، ويوم استخلاف عمر، ويوم الشورى؛ فلو علموا أن الحق له لنصروه أمام أبي بكر رضوان الله عليه؛ لأنه أولى من معاوية رضي الله عنه بالمحاربة والقتال.<o:p></o:p> فثبت أنه ترك ذلك لعلمه أن الحق مع أبي بكر رضي الله عنه!<o:p></o:p> - رجوع الأنصار إلى بيعة أبي بكر بعد منازعته دليل أحقيته بها:<o:p></o:p> لقد نازع الأنصار رضي الله عنهم أبا بكر رضي الله عنه، ودعوا إلى بيعة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقعد علي رضي الله عنه في بيته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلا يخلو رجوع الأنصار كلهم إلى بيعة أبي بكر من أن يكون بسبب من هذه الأسباب:<o:p></o:p> (1)- أن يكون بالقوة.<o:p></o:p> (2)- أو أن يكون عن ظهور حق أبي بكر بالخلافة؛ فأوجب ذلك الانقياد لبيعته.<o:p></o:p> (3)- أو فعلوا ذلك لغير معنى، ولا سبيل إلى قسم رابع بوجه من الوجوه.<o:p></o:p> فإن قال الشيعة: إنما بايعوه بالقوة، فهذا كذب؛ لأنه لم يكن هنالك قتال ولا تضارب، ولا سباب ولا تهديد ولا سلاح، ومحال أن يرهب الأنصار وهم أزيد من ألفي فارس أبطال، كلهم عشيرة واحدة، قد ظهر من شجاعتهم ما لا مرمى وراءه، وهو أنهم بقوا ثمانية أعوام متصلة محاربين لجميع العرب في أقطار بلادهم، موطنين على الموت، متعرضين مع ذلك للحرب مع قيصر الروم بمؤتة وغيرها؛ محال أن يرهبوا أبا بكر ورجلين أتيا معه فقط، وهو لا يرجع إلى عشيرة كثيرة ولا إلى موال، فيرجعوا إليه وهو عندهم مبطل! بل بايعوه بلا تردد ولا تطويل.<o:p></o:p> وكذلك يبطل أن يرجعوا عن قولهم وما كانوا قد رأوه من أن الحق حقهم، وعن بيعة ابن عمهم، فمن المحال اتفاق أهواء هذا العدد العظيم على ما يعرفون أنه باطل، دون خوف يضطرهم إلى ذلك، ودون طمع يتعجلونه من مال أو جاه، ثم يسلمون كل ذلك إلى رجل لا عشيرة له ولا منعة ولا حاجب، ولا حرس على بابه، ولا قصر ممتنع فيه، ولا موالي ولا مال. <o:p></o:p> وإذ قد بطل كل هذا، فلم يبق إلا أن الأنصار ي إنما رجعوا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه لبرهان حق صحّ عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا لاجتهاد كاجتهادهم ولا لظن كظنونهم.<o:p></o:p> فإذا بطل أن يكون الأمر في الأنصار، وزالت الرياسة عنهم، فما الذي حملهم كلهم أولهم وآخرهم على أن يتفقوا على جحد نص النبي صلى الله عليه وسلم على خلافة علي؟! ومن المحال أن تتفق آراؤهم كلهم على معونة من ظلمهم وغصبهم حقهم!!<o:p></o:p> - لم يحقق أبو بكر وعمر لأنفسهما مكاسب شخصية من الخلافة:<o:p></o:p> بما أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نجحا في تنحية علي رضي الله عنه عن الخلافة - كما تزعم الشيعة-؛ فما هي المكاسب التي حققوها لأنفسهم؟! <o:p></o:p> ولماذا لم يخلّف أبو بكر أحد أولاده على الحكم، كما فعل علي -كما تزعم الشيعة-؟!<o:p></o:p> ولماذا لم يخلف عمر أحد أولاده على الحكم كما فعل علي -كما تزعم الشيعة-؟!<o:p></o:p> سؤال: ما الذي أجبر أبا بكر على مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته؟<o:p></o:p> الجواب: ما الذي أجبر أبا بكر رضي الله عنه على مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام في هجرته؟! <o:p></o:p> فإنه لو كان منافقًا - كما يقول الشيعة - فلماذا يهرب من قومه الكفار وهم المسيطرون، ولهم العزة في مكة؟! وإن كان نفاقه لمصلحة دنيوية، فأي مصلحة كان يرجوها مع النبي تلك الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم وحيد طريد؟! مع أنه قد يتعرض للقتل من الكفار الذين لن يصدقوه!<o:p></o:p> سؤال: كيف اتفق جميع الصحابة على الارتداد بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟<o:p></o:p> الجواب: لقد أثنى الله عز وجل على الصحابة في أكثر من موضع في كتابه الكريم،<span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:107%;font-family:"Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin"> فقال تعالى:<span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:107%;font-family:"Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"> {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون <span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:107%; font-family:"AGA Arabesque";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font: minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:"DecoType Naskh";mso-char-type:symbol;mso-symbol-font-family: "AGA Arabesque""># الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}[الأعراف: 1560157].<o:p></o:p> وقال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيم<span dir="LTR" style="font-size:14.0pt; line-height:107%;font-family:"AGA Arabesque";mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font: minor-latin;mso-bidi-font-family:"DecoType Naskh";mso-char-type:symbol; mso-symbol-font-family:"AGA Arabesque""># الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل}[آل عمران: 1720173].<o:p></o:p> وقال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِين <span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:107%;font-family:"AGA Arabesque"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:"DecoType Naskh"; mso-char-type:symbol;mso-symbol-font-family:"AGA Arabesque""># وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}[الأنفال: 62063].<o:p></o:p> وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين}[الأنفال:64].<o:p></o:p> وقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[آل عمران:110]. <o:p></o:p> وقال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الفتح:29].<o:p></o:p> وآيات أخرى كثيرة جدًا.<o:p></o:p> والشيعة يقرُّون بإيمان الصحابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنهم يزعمون أنهم ارتدُّوا بعد ذلك، فيا لله العجب! كيف اتفق أن يُجمِعَ كل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على الارتداد بعد موته؟!ولماذا؟!<o:p></o:p> كيف ينصرون النبي صلى الله عليه وسلم وقت الشدَّة واللأواء، ويفدونه بالنفس والنفيس، ثمَّ يرتدون بعد موته دون سبب؟!<o:p></o:p> إلاَّ أن تقولوا: إنَّ ارتدادهم كان بتوليتهم أبي بكر رضي الله عنه عليهم، فيقال لكم:<o:p></o:p> لماذا يُجمِعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة أبي بكر؟ وماذا كانوا يخشون من أبي بكر؟ وهل كان أبو بكر رضي الله عنه ذا سطوة وسلطان عليهم فيجبرهم على مبايعته قسرًا؟ ثمَّ إنَّ أبا بكر ا من بني تيم من قريش، وقد كانوا من أقل قريش عددًا، وإنما كان الشأن والعدد في قريش لبني هاشم وبني عبد الدار وبني مخزوم.<o:p></o:p> فإذا لم يكن قادرًا على قسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مبايعته، فلماذا يضحي الصحابة رضوان الله عليهم بجهادهم وإيمانهم ونصرتهم وسابقتهم، ودنياهم وأُخراهم لحظِّ غيرهم، وهو أبو بكر رضي الله عنه؟!<o:p></o:p> سؤال: إذا كان الصحابة قد ارتدوا فكيف قاتلوا المرتدين؟ <o:p></o:p> الجواب: إذا كان الصحابة ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم - كما تزعمون - فكيف قاتلوا المرتدين من أصحاب مسيلمة، وأصحاب طليحة بن خويلد، وأصحاب الأسود العنسي، وأصحاب سجاح، وغيرهم، وأرجعوهم إلى الإسلام؟! فهلا كانوا مناصرين لهم، أو تاركين؛ ما داموا مثلهم مرتدين - كما تدّعون-؟!<o:p></o:p> سؤال: كيف كان صحابة نبينا هم شر أهل دينهم بعكس بقية الأمم؟<o:p></o:p> الجواب: السنن الكونية والشرعيَّة تشهد بأن أصحاب الأنبياء هم أفضل أهل دينهم، فإنَّه لو سئل أهل كل دين عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب الرسل.<o:p></o:p> فلو سئل أهل التوراة عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب موسى عليه السلام، ولو سئل أهل الإنجيل عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب عيسى عليه السلام، وكذلك أصحاب سائر الأنبياء؛ لأنَّ عهد أصحاب الرسل بالوحي أقرب، ومعرفتهم بالنبوة والأنبياء أقوى وأوثق.<o:p></o:p> إذًا: ما بالُ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي اختصَّه الله بالرسالة الخالدة الشاملة، والشريعة السمحة الكاملة، والذي وطَّأ لظهوره الرسل والأنبياء من قبله، وبشَّرت به الكتب السماويَّة السابقة، يَكفُرُ به - في زعمكم - أصحابُه الذين آمنوا به ونصروه، وعزروه ووقروه؟!<o:p></o:p> فأيُّ معنىً أبقيتم لهذه الرسالة المحمديَّة؟ وأيُّ وزنٍ أقمتم لهذه الشريعة الربانية، بعد أن تخلَّى عنها في زعمكم خواصُّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وارتدُّوا على أعقابهم؟! فإن من جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران، ممَّن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان، وقاتلوا دونه الآباء والإخوان، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان، بالعلم والقرآن والتبيان، ثمَّ بالسيف والسنان.<o:p></o:p> - استدلال خاطئ للشيعة في قضية خلافة علي:<o:p></o:p> يزعم الشيعة أن عليًا يستحق الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»(2). ثم نجد أن هارون لم يَخلِف موسى إ! بل خلفه يوشع بن نون!<o:p></o:p> سؤال: كيف يقبل سلمان وعمار ولاية عمر وهو مرتد عندهم؟<o:p></o:p> الجواب: ثبت بالاتفاق أن سلمان الفارسي رضي الله عنه قد تأمر على المدائن زمن خلافة عمر(3)، وأن عمار بن ياسر قد تأمر على الكوفة(4)، وهما ممن يدعي الشيعة أنهما كانا مناصرين لعلي رضي الله عنه ومن شيعته؛ فلو كان عمر عندهم مرتدًا أو ظالمًا باغيًا على علي رضي الله عنه لما قبلا بذلك، إذ كيف يعينان الظلمة والمرتدين والله يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون}[هود:113]؟!<o:p></o:p> سؤال: إذا كان أكثر الصحابة أهل ردة فكيف فتحت فارس والروم وغيرها؟<o:p></o:p> الجواب: إذا كان أهل النفاق والردة في الصحابة بهذه الكثرة والعدة التي يدعيها الشيعة، فكيف انتشر الإسلام؟! وكيف سقطت فارس والروم وفتح بيت المقدس؟!<o:p></o:p> سؤال: ما الدليل على استثناء عمار والمقداد وسلمان وأبي ذر من الحكم بالردة؟<o:p></o:p> الجواب: يستدل الشيعة على ردة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحديث: «يَرِدُ عليَّ رجال أعرفهم ويعرفونني، فيذادون عن الحوض، فأقول: أصحابي، أصحابي!، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»(5).<o:p></o:p> فيقال للشيعة: الحديث عام لم يسمِّ أحدًا دون أحد، وهو لا يستثني عمار بن ياسر، ولا المقداد بن الأسود، ولا أبا ذر، ولا سلمان الفارسي ممن لم يرتدوا في نظر الشيعة! بل لا يستثني علي بن أبي طالب نفسه! فلماذا خصصتموه ببعضٍ دون بعض؟! إن كل من في قلبه غلٌّ على أحد من الصحابة يستطيع أن يدعي بأن هذا الحديث يخبر عنه!<o:p></o:p> <span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:107%;font-family:"Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"> - ثبوت مكانة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم بالتواتر وإلزام الشيعة بهذا:<o:p></o:p> قد عرف بالتواتر الذي لا يخفى على العامة والخاصة، أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهما كان لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم اختصاص عظيم، وكانوا من أعظم الناس صحبة له وقربًا منه، وأنه قد صاهرهم كلهم، وكان يحبهم ويثني عليهم، وحينئذ: فإما أن يكونوا على الاستقامة ظاهرًا وباطنًا في حياته وبعد موته، وإما أن يكونوا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته.<o:p></o:p> فإن كانوا على غير الاستقامة مع هذا القرب، فأحد الأمرين لازم: إما عدم علمه بأحوالهم، أو مداهنته لهم، وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، وكما قيل: <o:p></o:p> فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم<o:p></o:p> وإن كانوا انحرفوا بعد الاستقامة؛ فهذا خذلان من الله للرسول في خواص أمته، وأكابر أصحابه، ومن وعد أن يظهر دينه على الدين كله، فكيف يكون أكابر خواصه مرتدين؟ فهذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الشيعة في الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كما قال أبو زرعة الرازي: إنما أراد هؤلاء الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم، ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين. <o:p></o:p> <span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:107%;font-family:"Arial",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"> (1) قال تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح:18].<o:p></o:p> (2) أخرجه البخاري ومسلم. <o:p></o:p> (3) سير أعلام النبلاء، للذهبي (1/547). <o:p></o:p> (4) المصدر السابق (1/422).<o:p></o:p> (5) رواه البخاري ومسلم. <o:p></o:p> <o:p> </o:p>

تصفح الكتاب

بحث